ثمّ قال له : أين امرأتك سارة؟ فقال : ها هي في الخيمة ، وقال آخر : سأعيد لك عمرك وهذه امرأتك سارة سيكون لها ولدٌ ، وكانت سارة عند باب الخيمة وراءه تسمع ذلك وهي وإبراهيم كانا عجوزين طاعنين في السن ، وانقطعت عن سارة عادة النساء ضحكت سارة من دون قصد ، وقالت : بعد أن هرمت أنا وزوجي هل يمكن أن أكون مسرورة؟!
ثم قال الله تعالى لإبراهيم : لماذا ضحكت سارة؟ قالت : هل سألد حقّاً بعدما أصبحت عجوزاً ، وهل يصعب على الله أمر ما ، والحال سأعيد لك عمرك في الوقت الموعود ، وسيكون لسارة ولد ، وانكرت سارة وقالت : لم أضحك ، لأنّها ذعرت ، فقال : ليس كذلك بل ضحكت حقاً!
ونهض هذا الشخص من هناك واتجه إلى سدوم وشايعه إبراهيم ليسلك الطريق.
وقال الله : لا أخفي على إبراهيم الأمر الذي أفعله ، لأنّ إبراهيم سيكون حقاً قوماً عظيماً وكبيراً وتتبرك به كافة طوائف الأرض ...
وقال الله تعالى : حيث إنّ صيحة (سدوم) و (عموراه) وعالية ذنوبهم عظيمة فسأهبط لأرى هل قاموا بهذه الصيحة كما أخبرت ، وإذا لم يكن كذلك فسأطلع على الأمر ، وتوجه هؤلاء الأشخاص من هناك وتحركوا باتجاه (سدوم) والحال أنّ إبراهيم لازال واقفاً أمام الله ، ثم أخذ إبراهيم يتقرب وقال : هل ستقوم باهلاك الصالح مع الطالح حقاً؟ من الممكن أن يوجد ٥٠ فرداً صالحاً ، في أعماق المدينة ، هل يمكن أن تهلك المكان ولا تنقذه بسبب مايوجد في الأعماق من ٥٠ فرد صالح ، حاشا لك أن تقوم بهذا العمل وتهلك الصالحين مع الطالحين فيكون الصالح مساوياً للطالح ، حاشا لك ، هل يمكن لمن يحكم الأرض بأجمعها أن لا يكون عادلاً؟
ثم قال الله تعالى : إذا وجدت ٥٠ فرداً صالحاً في وسط مدينة سدوم فسأخلص كافة أهل ذلك المكان بسببهم ، وقال إبراهيم في الجواب : الآن وقد شرعت في الكلام من التراب والرماد ، أطلب من سيدي ، لو انقصنا خمسة أفراد من مجموع ٥٠ فرد صالح .. هل يمكن أن تهلك كل أهل المدينة بسبب أولئك الخمسة أفراد؟ فقال الله : لو وجدت ٤٥ فرداً لما أهلكتها.