ملتقى الوعد الإلهي (جبل الطور) ليتسلم آيات الوحي وجه الله تعالى إليه الخطاب بالقول : (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَاضَلَّهُمُ السَّامِرِىُّ* فَرَجَعَ مُوسَى الَى قَوْمِهِ غَضْبانَ اسِفًا قَالَ يَاقَوْمِ الَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدَاً حَسَنًا افَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ امْ ارَدتُّم انْ يَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبٌ مِن رَّبِّكُم فَاخْلَفْتُم مَّوْعِدِى* قالُوا مَا اخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا اوْزاراً مِنْ زِينَةِ القَومِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذلِكَ الْقَى السَّامِرِىُّ* فَاخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقالُوا هَذَا الهُكُم وَالَهُ مُوسَى فَنَسِىَ* افَلَا يَرَوْنَ الّا يَرجِعُ الَيهِم قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُم ضَرَّاً وَلا نَفْعَاً* وَلَقَدْ قَالَ لَهُم هَارُونُ مِنْ قَبْلُ ياقَومِ انَّمَا فُتِنْتُم بِهِ وَانَّ رَبَّكُمُ الرَّحمنُ فَاتَّبِعُونِى وَاطِيعُوا امْرِى* قَالُوا لَنْ نَّبْرَحَ عَلَيهِ عَاكِفِينَ حَتّى يَرْجِعَ الَيْنَا مُوسَى * قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ اذْ رَايْتَهُم ضَلُّوا* الَّا تَتَّبِعَنِ افَعَصَيتَ امْرِى* قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَاتَاخُذْ بِلِحْيَتِى وَلَا بِرَاْسِي انِّى خَشِيتُ انْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى اسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرقُبْ قَوْلِى* قَال فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِىُّ* قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّن اثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى). (طه / ٨٥ ـ ٩٦)
* * *
يستفاد من مجموع هذه الآيات أنّ بني اسرائيل في غياب موسى قد غرّر بهم «السامري» ذلك الرجل المنحرف والذي يقال إنّ له خبرة في صياغة الذهب ، فصنع لهم من حُليّهم وزينتهم عجلاً من ذهب وانبرى هارون إلى منازلتهم. إلى أن يقول القرآن في مقام اعتذار هارون من موسى : (إنَّ القَومَ اسْتَضعَفُونِى وَكَادُوا يَقتلُونَنى). (الأعراف / ١٥٠)
وأخيراً انزعج موسى عليهالسلام كثيراً من هذه القضية ، وألقى باللائمة على أخيه ، وعاتب السامري ، وأحرق صنمه بالنار ، وذرَّ رماده في البحر ، ووجه عقاباً صارماً إلى بني اسرائيل ، والآن لنلقي نظرة على ما تقوله التوراة في هذا المجال :
جاء في الفصل الثاني من سفر الخروج في التوراة مايلي :
«ولما رأى القوم أنّ موسى عليهالسلام يتريث في هبوطه من الجبل ، اجتمع أولئك القوم عند