هارون) ؛ وقالوا له : انهض واصنع لنا آلهة تسير أمامنا ، لأننا لا نعلم ما حلّ بذلك الرجل الذي أخرجنا من ملك مصر ـ وقال لهم هارون أخرجوا الاقراط الذهبية من آذان نسائكم وصبيانكم! وبناتكم واجلبوها عندي ـ فاخرج جميع القوم الأقراط الذهبية التي كانت في آذانهم وجاءوا بها إلى هارون ، فأخذها من أيديهم ، فصورها بشكل بارز ، وصبت على شكل عجل وقالوا : ياأسرائيل هذه هي آلهتك التي أخرجتك من أرض مصر.
وعندما رأى هارون ذلك أقام مذبحة مقابل ذلك ، ونادى هارون وقال غداً سيكون عيداً نعقده لهذا الإله ـ وقاموا في وقت السحر وقربوا القرابين المحترقة وقذفوا الهدايا بالقرب منها للحفظ والسلامة وجلسوا للأكل والشرب وقاموا من فورهم للّعب ـ وقال الله تعالى لموسى عليهالسلام انزل إلى قومك ، لأنّ القوم الذين أخرجتهم من أرض مصر قد فسدوا ـ بل إنّهم انحرفوا بسرعة عن المسلك الذي أمرتهم به ، وصنعوا لأنفسهم عجلاً أعدوه من قبل وسجدوا له وقدموا له قرباناً أيضاً ، وقالوا لاسرائيل هاهي آلهتك التي اخرجتك من أرض مصر ، لكن موسى طلب من ربّه وقال : لماذا تصب غضبك على القوم الذين أخرجتهم من أرض مصر بحولك العظيم لكي لا يتكلم أهل مصر بأنّك أخرجتهم لقصد سيّء ، حتى تقضي عليهم في وسط الجبال ولتبيدهم من على وجه الأرض ؛ تنازل من شدّة سخطك! وغيّر إرادتك بصدد انزال البلاء على قومك ، واذكر عبادك إبراهيم واسحاق واسرائيل ، لأنّهم أقسموا بذاتك من أجلهم ، قلت لهم : بأنّي سأبارك في ذرّيتكم واجعل عددكم بعدد النجوم.
ووقع الأمر بالفعل ، فعندما اقترب من المخيم شاهد العجل والمهرولين وثارت ثائرة موسى ، فألقى الألواح من يده ، وكسرها تحت الجبل ، وأخذ العجل الذي صنعوه وأحرقه بالنار وسحقه إلى أن أصبح تراباً ثم نثره في الماء ، وسقى بني اسرائيل منه! وقال موسى لهارون : ماذا فعل بك هؤلاء القوم حتى أقدمت على ارتكاب هذا الذنب العظيم ، فقال هارون : لاتثر ثائرة سيدي لأنّك تعلم أنّهم يميلون إلى الخطايا ، وقالوا لي اصنع لنا آلهة نقتدي بهم ونمضي خلفهم ، لأنّ موسى الرجل الذي أخرجنا من أرض مصر ، لا نعلم ماذا حلَّ به ، وأنا قلت لهم : ليخرج كل من كان لديه قطع ذهبية ، ثم أعطوني إيّاها والقيتها في نار حامية فخرج هذا العجل ...