كبير من الإيمان وصفاء السريرة وعلى اطلاع ولياقة عالية في قيادة البشرية ، ولذا فهم مطهرون ومنزهون عن كل رجس ودنس ، لكن عندما يدوّن تاريخ حياة هؤلاء على أيدي أصحاب الخرافات يرسمون عنهم صورة قبيحة جدّاً تنزل بهم إلى مستوى الأشخاص الانتهازيين والجشعين والمتحللين الذين لا يدخرون وسعاً في سبيل التوصل إلى منافعهم اللامشروعة ، ولإثبات حقيقة هذا الكلام نلتجيء إلى التوراة المحرف لنرى ما اختلقه من ملامح ومعالم رهيبة عن «اسحاق» و «يعقوب» والأخ الأكبر ليعقوب «عيسو» :
«وحدث لما شاخ اسحاق وكلّت عيناه عن النظر فدعا عيسو ابنه الأكبر وقال له : يابني ، فقال هاأنذا ، فقال : إنني قد شخت ولا أعرف يوم وفاتي فالآن خذ عدتك ، واسلحتك وقوسك واخرج إلى البرية وتصيد لي صيداً واصنع لي أطعمة كما أحب ، وائتني بها لآكل حتى تباركك نفسي قبل أن أموت.
وكانت ربقاه سامعة لكلام اسحق مع عيسو ابنه ، فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيداً ليأتي به ، وأما ربقاه فكلمت يعقوب ابنها قائلة : إنّي قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلا : ائتني بصيد وأصنع لي أطعمة لآكل واباركك أمام الرب قبل وفاتي ، فالآن يابني اسمع لقولي في ما أمرك به ، اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك نعجتين جيدتين ، فاصنعهما أطعمة لأبيك كما يحب وحضرها إليه ليأكل حتى يباركك قبل وفاته ، فقال يعقوب لربقاه امّه : هو ذا عيسو أخي رجل أشعر ، وأنا رجل أملس ربّما يجسني أبي فاكون في عينيه كمتهاون وأجلب على نفسي لعنة لا بركة ، فقالت له امّه : لعنتك عليَّ يابني ، اسمع لقولي فقط واذهب. فذهب وأحضر لُامه فصنعت منها أطعمة كما كان أبوه يحب وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر ، وشدته على يديه وعنقه جلود جديي المعزى واعطت الأطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها فدخل إلى أبيه وقال : ياأبي ، هاأنذا. من أنت ياإبني؟ فقال يعقوب لأبيه : أنا عيسو بكرك ، قد فعلت كما كلمتني ، قم واجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك.
فقال اسحق لابنه : ما اسرع ما اصطدت يابني؟ فقال : إنّ الرب إلهك قد يسرلي فقال