اسحق ليعقوب : تقدم لاحسك يابني ، أأنت هو ابني عيسو أم لا؟ فتقدم يعقوب إلى اسحق أبيه؟ ، فجسه وقال : الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو ، ولم يعرفه لأنّ يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو أخيه فباركه ، وقال : هل أنت ابني عيسو ، فقال : أنا هو ، فقال قدم لي لآكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي ، فقدم له فاكل واحضر له خمرا فشرب ، فقال له اسحق أبوه : تقدم وقبلني يابني ، فتقدم وقبله فشم رائحة ثيابه وباركه وقال : انظر ، رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الرب.
فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض وكثرة الحنطة والخمر ، ليستعبد لك شعوب ، وتسجد لك قبائل ، كن سيداً لاخوتك وليسجد لك بنو امك ، ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين ، وحدث عندما فرغ اسحق من بركة يعقوب وفي حين خروج يعقوب من عند أبيه فاذا بعيسو اخاه قد اتى بصيده ، فصنع هو اطعمة ودخل بها إلى أبيه ، وقال لابيه : ليقم أبي ويأكل من صيد ابنه حتى تباركني نفسك فقال له اسحق أبوه : من أنت؟ فقال؟ : أنا ابنك ، بكرك عيسو فارتعد اسحق ارتعاداً عظيماً ، وقال : فمن هو الذي اصطاد صيداً وأتى به اليّ فأكلت منه قبل أن تجيء وباركته؟ فعندما سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخة عظيمة وقال لأبيه : باركني أنا أيضاً ياأبي ، فقال : قد جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك» (١).
ونطالع في الفصل الآتي هذا المعنى :
«ثم إنّ اسحاق استدعى يعقوب ودعى له بالخير والبركة ، وأوصاه أيضاً بوصية وقال لا تتزوج بامرأة من بنات كنعان ... وإنّ الله القادر المطلق سيبارك لك وسيحيطك برعايته وعنايته لكي تصبح قيّماً على جماعة الامم ، وليمدك الله ولك ولنسلك ببركة إبراهيم حتى ترث الأرض التي اعطاها الله لابراهيم ليسافر فيها» (٢).
خلاصة الحكاية تقع في أنّ اسحاق كان له ولدان الأكبر يسمّى «عيسو» والأصغر يسمّى
__________________
(١) التوراة ، سفر التكوين ، فصل ٢٧ ، الجمل ١ ـ ٤٠.
(٢) المصدر السابق ، فصل ٢٨ ، الجمل ١ ـ ٤.