يقول الراغب في المفردات : كل كلام ينقل إلى الإنسان عن طريق السماع المباشر ، أو الوحي ، في اليقظة ، أو في المنام ، فهو يسمى بالحديث.
* * *
الآية السادسة من سورة القصص تطرقت إلى الحديث عن الإتيان بكتاب يشابه هذا الكتاب (القرآن) ، يقول عز من قائل : (قُل فأتُوا بِكِتَابٍ مِّن عِندِ اللهِ هُوَ اهًدى مِنهُمَا اتَّبِعْهُ انْ كُنْتُم صَادِقِينَ).
ثم من أجل تعرية وفضح أساريرهم الملوثة ، وبيان الاعجاز القرآني يعقب الله تعالى بقوله : (فَانْ لَّمْ يستَجيبُوا لَكَ فَاعلَم أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ اهَواءَهُم).
أي : إذا عجز هؤلاء عن الإتيان بمثله فهو دليل على أنّ هذا الكتاب ليس وليد فكر البشر. وإلّا فليس هناك مبرر لعجز الفصحاء والبلغاء الذين يعيشون بين ظهرانيهم مع كل جهودهم ومساعيهم التي بذلوها.
ولفظة (كتاب) تعني كل شيء (مكتوب) و (مدوّن).
وبناءً على هذا فهو شامل لتمام القرآن ولاجزائه المختلفة أيضاً ، خصوصاً إذا نظرنا إلى أنّ هذه الآية جاءت في سورة القصص ، وقد نزلت في مكة ، ومن المعلوم أنّ القرآن لم ينزل بتمامه في ذلك الزمان ، فيتضح أنّه إضافة إلى كونه معجزة بأجمعه فإنّ أجزاءه المختلفة معجزة أيضاً.
* * *
وفي الآية السابعة والأخيرة من البحث جاء الردُّ على المحتجين فيقول تعالى على لسانهم : (وَقَالُوا لَولَا انزِلَ عَلَيهِ آيَاتٌ مِّن رَبِّهِ) ، فيرد عليهم بقوله : (قُلْ انَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللهِ وانَّمَا أَنا نَذِيرٌ مّبِينٌ).
ثم يعقِّب على ذلك بقوله : (اوَلَمْ يَكْفِهِم أَنَّا انَزَلنَا عَليكَ الكِتَابَ يُتلَى عَليِهِم).