ويمكن أن يجاب على ذلك بما يلي :
سبب اختيار أنواع العذاب :
أولا : هناك نوعان من العقاب ، هما :
١ ـ العذاب الروحي.
٢ ـ العذاب الجسدي.
والسلاسل والأغلال ليستا وسيلة عقاب فاعلة ومؤثرة في الجسد ، وإن كانت توجب بعض الألم ، والحرج على صعيد الحركة ..
أما السعير ، فهي عذاب جسدي بالدرجة الأولى ، والأذى الروحي فيها ليس نابعا من ذاتها ، بل هو بسبب بعض العناوين الأخرى التي تصاحب العذاب الجسدي فيها ..
والأذى الروحي للمستكبر العاتي هو المطلوب الأول والأهم. أما الأغلال ، فهي وسيلة لأسر الحرية ، وهي من وسائل الإذلال ، والتحقير والمهانة ..
واختياره هذه العقوبة بالذات إنما هو لأن الاستكبار لذّة روحية له ، وهي لذّة محرمة .. فيصح مقابلتها بعقوبة روحية عادلة ، هي الإذلال والمهانة والتحقير ، فتتقابل اللذة الروحية بالمهانة الروحية.
ثم إنه إضافة إلى هذا الإذلال يلقى في السعير ، لينال الجسد ما نالته الروح ، فتذكو تلك النار ، وتسعّرها الأدران والخبائث التي نمت في كل كيانه ، بسبب استسلامه للغرائز والشهوات ، والنزوات والأهواء ، التي أوصلته إلى العناد والاستكبار ..
وكما أن للمعاصي لذات جسدية ، فقد ناسب أن يكون لها عقوبة بالسعير التي تنتج له أذى جسديا أيضا ..