النذر»؟! ..
ويجاب : أن هذه الباء قد جاءت لبيان هذه المعادلة ، وهو أن يكون ما يأتي به من عمل قد نذره ، معادلا لما طلبه في مقابله ، ووافيا به. فهي باء التعويض ، وتشبه إلى حد مّا الباء في قولك : كافأته بألف درهم ، أو قولك : بعت الفرس بألف.
«يوفون» بصيغة المضارع :
وعن السبب في أنه تعالى قال : «يوفون» بصيغة الفعل المضارع ، لا بصيغة الماضي ، فلم يقل : وفوا بنذرهم ..
نقول :
ربما يكون ذلك لبيان ما يلي :
أولا : إن هذه هي طبيعتهم وسجيتهم ، فإن وفاءهم لم يكن لأمر عارض فرض عليهم ذلك.
ثانيا : إن هذا الوفاء ليس مجرد حدث قد مضى وانقضى ، بل هو متجدد ومستمر ، فهم يقومون بوفاء بعد وفاء ، بل هم لا يزالون يشعرون بالحاجة إلى رضا الله سبحانه ، وأنهم مدينون له ، وأن شفاء الحسنين [عليهماالسلام] لا يقابله مجرد صوم الثلاثة أيام ، ولو في مثل تلك الظروف الصعبة. فإن هذا الشفاء منة عظيمة تبقى لله في أعناقهم ، ولا بد أن يبقى شعورهم بها .. وبالحاجة إلى شكرها ، وإلى تقديم العوض المناسب عنها ، ولا يرون أي شيء في الوجود يفي بشكر هذه النعمة ، ويوفي هذه المنة ..
ثالثا : إن المضي والانقطاع اللذين يشار إليهما بكلمة : «وفوا بالنذر» قد يفسح المجال لتوهم .. تجدد الحاجة إلى الوفاء ، وأنه ربما تكون قد استجدت