فإن هذا أيضا من السنن الإلهية ـ فيستجيب الله له. ويغيّر في السنن الطبيعية لصالحه ، فيشفي المريض ، أو يجعل المرأة العاقر تحمل ..
وهذا التدخل والتغيير في السنن الطبيعية ، لا بد أن يحدث ما يحتاج إلى ترميم وجبر ، وتلاف وتعويض .. لكي لا يترك أثرا سلبيا على الواقع العام ، أو على من تسبب به ، ولم يف بتعهداته ..
ولا بد أن يأتي هذا العوض وافيا ، وكافيا ..
وقد اتضح بذلك : أن قوله [عليهالسلام] : الصدقة تدفع القضاء وقد أبرم إبراما .. قد جاء منسجما مع الناحية الواقعية في تسبيب الأسباب ، والتصرف في السنن ..
الوفاء بالنذر .. والوفاء بالوعد :
ولم يعد خافيا بعد هذا ، الفرق بين الوفاء بالنذر ، والوفاء بالوعد. فإن الوفاء بالوعد يأتي منسجما مع مقتضيات السنن الحاكمة .. أما النذر فيراد منه الدعوة للتصرف في تلك السنن بسنن أقوى منها ، أو بدونها ، حيث يكون نفس التصرف الإلهي استجابة للنذر أو الدعاء ، سنة أيضا .. ثم يأتي الوفاء به من قبل الناذر ليرمم ويعالج آثار ذلك التصرف ، فيما يشبه التقايض والتبادل حسبما أشرنا إليه ..
أما العهد واليمين ، فهما ينسجمان مع تلك السنن ، ولا يعارضانها ، بل يستجيبان لها ، لأنهما عبارة عن إلزام للنفس بشيء ، بحيث يجعل ضامنه وكافله ، والسائل عنه ، والمطالب به ، هو الله سبحانه .. وليس فيه أي تعرض للسنن ، أو تصرف فيها.
لما ذا جاء بالباء «بالنذر»؟! :
وقد يسأل هنا : لماذا قال تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) ، ولم يقل : «يوفون