إسرائيل ، وغير ذلك.
إن الخلل الأخلاقي مهما بدا في ظاهر الحال بسيطا ، فإنه قد يهلك الإنسان .. ويقضي على كل نبضات الحياة فيه ، واستكبار فرعون خير شاهد على ذلك ، كما أن للحسد والشح ، وغير ذلك من صفات ؛ التأثير الكبير في إفساد حياة الناس ، بل وفي إهلاكهم أيضا ..
«يخافون» :
وقد أشار الله سبحانه ، في آيات هذه السورة ، إلى نواح إنسانية في شخصية الأبرار ، وأخرى إيمانية .. والحديث عن الناحية الثانية ، هو في هذه الفقرات وقد قلنا فيما سبق : إن الخوف من الآخرة له أثره في سعي الإنسان لضبط حركته ، والهيمنة على نفسه الأمارة بالسوء ..
وذكرنا : أن المشركين كانوا لا يأبون عن الاعتراف بكثير مما يدعوهم النبي [صلىاللهعليهوآله] إليه ، لكنهم كانوا يكذبون بيوم الدين ، لأنهم يريدون أن يأخذوا حريتهم في الفجور ، واقتراف الآثام ، ولا يريدون أن يصبح قرارهم بيد من يحاسبهم ..
وهو ما أشارت إليه الآيات الكريمة في سورة القيامة .. (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ* بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ* بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) (١).
إذ إن المشركين يرون : أن مشكلتهم الكبرى لم تكن هي ترك الأصنام ، التي قالوا : إنهم يعبدونها لتقربهم إلى الله زلفى .. ولم يكن لديهم مشكلة كبيرة في إعطاء الامتيازات لرسول الله [صلىاللهعليهوآله] ،
__________________
(١) سورة القيامة الآيات ٣ / ٥.