قلوبهم زيغ يحاولون ادّعاء أنها من السور المكية ، ولعل منشأ ذلك هو البغض والحسد لأهل البيت [عليهمالسلام] ، الذين نزلت هذه السورة فيهم ، لأنّ نزول السورة في مكة ، يبطل ـ بزعمهم ـ الروايات الكثيرة جدا ، والمروية بطرق مختلفة عند السنة والشيعة ، والتي تؤكد نزولها فيهم [عليهمالسلام].
ولكن الله تعالى يقول : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ..) (١).
مستند أهل الزيغ :
لعل أول من ادعى نزول السورة في مكة هو ابن الزبير (٢). الذي كان قد حارب عليا [عليهالسلام]. وكان معروفا بانحرافه عنه ، وبغضه له ..
أما ما روي من ذلك عن ابن عباس (٣) ، فيشك في صحته ، إذ إن الرواية قد وردت عنه بخلاف ذلك أيضا .. كما سيأتي.
ثم جاءنا أخيرا من حاول أن يستدل لذلك ، ويجمع له المؤيدات والشواهد ، فهو يقول :
«في بعض الروايات : أن هذه السورة مدينة .. ولكنها مكية ، ومكيتها ظاهرة جدا ، في موضوعها وفي سياقها ، وفي سماتها كلها. لهذا رجحنا الروايات الأخرى القائلة بمكيتها.
بل نحن نلمح من سياقها : أنها من بواكير ما نزل من القرآن المكي ..
__________________
(١) سورة الصف الآية ٨.
(٢) الدر المنثور ج ٦ ص ٢٩٧ عن ابن مردويه.
(٣) المصدر السابق عن النحاس.