قال تعالى :
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً).
في هذه الآية المباركة دلالات هامة ، وإشارات دقيقة ، لا بد من الوقوف على ما يتيسر الوقوف عليه منها ، فنقول :
«إِنَّا خَلَقْنَا» :
إن أول ما يواجهنا في هذه الآية المباركة ، هو أنه تعالى قد بدأها بالإشارة إلى نفسه بصيغة الجمع ، فقال : (إِنَّا خَلَقْنَا ..) ولم يقل : أنا خلقت ، أو لقد خلقت. فهل هناك من خصوصية اقتضت ذلك؟!
وما الفرق بين الموارد التي يذكر الله سبحانه فيها نفسه بصيغة الجمع ، والموارد التي يأتي فيها بصيغة المفرد؟!.
وللإجابة على ذلك نقول :
هناك آيات تكلّم الله سبحانه فيها عن نفسه بصيغة المفرد ، نذكر منها ما يلي :
(إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (١).
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ) (٢).
__________________
(١) سورة طه الآية ١٤.
(٢) سورة طه الآية ٨٢.