بريق في صفائه ..
وهذه نعمة حباهم وكرمهم الله تعالى بها .. وهي تكون تامة ، نامية ، زاكية ، إذا استمرت ..
وقد جاءت كلمة «نضرة» منكّرة ، ليثير أكثر من سؤال حول حقيقة هذه النضرة ، وأفق ومدى ذلك السرور .. فهي نضرة تحير العقول في أوصافها ، وسرور لا يمكن وصفه أيضا. وفي هذا لذة الطمأنينة وهي لذة لا حدود لها ، بل هي تصل إلى درجة الرضا والإشباع.
لماذا بدأ بالنضرة؟ :
ويبقى سؤال هو : لماذا قدم ذكر النضرة ، التي قدمنا تفسيرها على السرور؟ ..
ويمكن أن نجيب : بأن النضرة تعبر عن تغير حقيقي في الذات ، إلى حالات لها درجة من الثبات ، فهي ليست كالسرور الذي هو مجرد انفعال نفسي ، ليس من طبيعته البقاء والثبات ، بل هو قد يزول وينتهي.
كما أن النضرة هي من أسباب ومبادئ حدوث الطمأنينة والرضا ، وهي علامة من علامات النشاط ، وظهور الحيوية ، وتبلور الإحساس بكمونها في واقع الذات ..
وذلك بطبيعة الحال سبب من أسباب السرور ، لأنه يعطي الإيحاء والإشارة إلى أن وجود هذه الحالة ، إنما هو من خلال اللطف ، ومن مظاهر وتجليات الرضا الإلهي والكرامة الربانية ، وذلك مثار اعتزاز ، وسبب لتباهي أهل الجنة ، وهم ينافسون أهل النار ، ويجعلون منه سبيلا لإثبات الحق ، وإبطال الباطل ، وزيادة حسرة وعذاب أهل النار ، الذين كانوا يستضعفون ، ويذلون ويحتقرون المؤمنين في الدنيا ، فها هم يرون