الأبرار .. وعباد الله :
وقد أشرنا في ما سبق إلى ما ربما يكون سببا في التحول عن التعبير بكلمة «أبرار» إلى كلمة «عباد» .. وقد قلنا :
إن البر يطلق على عدة معان ، مثل : المحسن ، والمطيع ، والقاهر ، والواسع إلخ .. ولكنها معان تبقى مطلقة وعامة .. وقد أراد سبحانه أن يحددها ، ويوجهها ، ويربطها به تعالى ، ويبين أن هذه الصفات للأبرار قد نشأت من كونهم عبادا لله ، يمارسون هذا البر كعبادة لهم ، مختارين لها ، وبدوافع الحصول على القرب والزلفى .. ومع مزيد من الحب لله تعالى ، والأنس به.
«الله» :
وقد صرحت الآية بلفظ الجلالة ، وأظهرته ، حيث قالت : (يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) ، مع أن السياق يتجه بنا إلى توقع الإتيان بضمير المتكلم بصيغة الجمع ، فيقول : «عينا يشرب بها عبادنا» .. ليتوافق مع الآيات السابقة : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ).
(نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ).
(إِنَّا أَعْتَدْنا).
فهذا الإظهار في موقع الإضمار ، وتحول الكلام من كونه كلاما عن الحاضر المتكلم بصيغة الجمع إلى التصريح بالاسم ، الذي يعني تحول مسار الكلام إلى الغائب ، لعله يرجع إلى جهتين :
الجهة الأولى :
إن إظهار الاسم بدل إضماره ، قد يكون :
١ ـ لأجل التبرك به ، مثل اللهم صل على محمد وآل محمد ، فإن