وهم يفعلون ذلك بوعي ، وعن قصد واختيار ، كما تفيده كلمة الأبرار ـ كما أسلفنا ..
وهم يخافون يوما عبوسا قمطريرا ، أو كان شره مستطيرا ..
وهم مسيطرون على شهواتهم ، وقاهرون لأنفسهم ، وللشيطان .. في ميلها وحبها للطعام ، بسبب حاجتها له ، وهو أيضا من وسائل قربهم إلى الله تعالى ، فهم لا يأكلون استجابة لشهواتهم ، بل لحفظ أنفسهم ، وهو واجب عليهم ، وللتقوّي على الطاعات ، وهو محبوب لله أيضا ..
وهم يوفون بالنذر ، وهذا ما تستبطنه كلمة الأبرار ، لأنهم صادقون ..
إذن فكلمة البر تستبطن جهات عديدة :
منها ما هو إنساني ..
ومنها ما هو اجتماعي في مجالات التكافل ، والشعور مع الآخرين.
ومنها ما هو إيماني .. كالخوف من اليوم الآخر ..
ومنها ما هو داخل في التكوين النفسي ، وقوة الشخصية وسيطرة الإنسان على نفسه وعلى شهواته ..
ومنها ما يتعرض للحالة الأخلاقية ..
وكل ما ذكرناه يدلنا على أنه لا مجال لاستبدال كلمة الأبرار بأية كلمة أخرى أبدا ، وذلك لما تحمله من إشارات ، ودلالات ، وإيحاءات ، لا توجد في أي كلمة سواها ..
استعمال المشترك في أكثر من معنى :
ولعلك تقول : إن هذا الكلام في بيان سبب اختيار كلمة «الأبرار» يبتني على إمكانية استعمال المشترك في أكثر من معنى ، وقد نفى ذلك