جاء دور الحس ، فإن عجز الحس جاء العقل. فإن عجز العقل جاء الشرع ، فهداية الله تامة ، وحجته بالغة ، تحفظ الإنسان في جميع حالاته ، وتصونه من الخطل والزلل في مختلف تقلباته ..
هديناه السبيل .. أو إلى السبيل؟ :
وليست الدلالة على السبيل من قبيل الإشارة إليه من بعيد ، مع عدم وضوح معالمه ، ومن دون معرفة خصوصياته سعة وضيقا ، حزونة وسهولة .. وما إلى ذلك ..
بل الهدايات الإلهية يقينية وواقعية ، تجعل السبيل واضحا لا لبس فيه ، سوف يلمس المهتدي بها هذا السبيل ، ويجده حاضرا عنده ، وكأنه قد حلّ هو فيه ..
وبذلك يكون تعالى قد سدّ على هذا الإنسان منافذ الاعتذار والتعلل ، ولله الحجة البالغة في كل وقت وحين ..
(أل) عهدية أم جنسية؟ :
وقد يسأل سائل : هل المراد بالسبيل ، السبيل المعهود؟ فتكون «أل» عهدية .. أم المراد به جنس السبيل؟!.
ويجاب عن ذلك : بأنه قد يدعى أنها عهدية ، وذلك لأن الله حين خلق الكون والحياة قد رسم لهما غاية ، ولا بد من سلوك طريق موصل إليها ، ومن تعريف وهداية لذلك الطريق.
وقد بين الله تعالى البداية ، والسبيل والغاية ، بأوضح بيان ، وهدى إليه أتم هداية.
وواضح : أن أي اعوجاج وانحناء في ذلك السبيل سوف يفقده صلاحية الإيصال. وفي الانحراف والعودة هدر للوقت وتضييع للجهد ،