«من نطفة» :
قد تقدم أن كلمة «من» الواردة هنا هي «من» النشوية ، أي لتشير إلى أن نشأة الإنسان وبداية تكوينه تبدأ من نطفة.
وليس المراد أن الإنسان بعض من النطفة ، أو من جنس النطفة ، لتكون كلمة «من» تبعيضية ، أو جنسية ..
«نطفة أمشاج» :
النطفة هي الماء القليل .. ثم أطلق على ماء الرجل أو الحيوان الذي يتولد منه مثله. وقد أشارت كلمة أمشاج إلى أن لهذه النطفة اختلاطا وامتزاجا متكررا في عمق ذاتها ، وكذلك مع غيرها ، كبويضة المرأة ، التي تكون لها أيضا أمشاجية ، واختلاط ، وامتزاج ذاتي مع نطفة الرجل ، وقد يكون ذلك في عرض واحد ، وقد يكون في ضمن امتزاجات ممتدة عبر مراحل الخلق : العلقة ، ثم المضغة : مخلقة ، أو غير مخلقة ، ثم العظام ، ثم كسوتها لحما ، ثم بعث الروح في هذا الموجود ، ليصبح خلقا آخر ..
وهي امتزاجات لا تقتصر على النواحي المادية ، بل هي تمتد لتشمل النواحي والخصائص المشاعرية ، والإدراكية ، وغيرها ، ثم تستمر في سيرها في عملية ابتلاء واختبار ، ينقل الإنسان من مرحلة إلى مرحلة أرقى منها ، ليصبح بعد ذلك سميعا بصيرا ..
إعراب كلمة «أمشاج» :
واختلفوا في إعراب كلمة أمشاج ، فزعم الزمخشري : أنها وصف مفرد لموصوف مفرد ، فإن الصفة تتبع الموصوف في الإفراد والتثنية والجمع ..
لكن غير الزمخشري قال : إن العرب قد تصف المفرد بالجمع مثل :