«على» :
وتواجهنا كلمة «على» ، حيث دلت على أن إطعامهم هذا الطعام قد كان برغم وجود المانع والرادع عنه. وهو الحب لذلك الطعام .. وهذا يزيد في أهمية ما فعلوه ، لأن القضية لم تقتصر على العطاء بصورة طبيعية ومجردة ، بل تجاوزتها إلى التغلب على الموانع والروادع. التي أضيفت إليها .. وهي هذا الحب الجديد للطعام .. الذي أضيف إلى الاشتهاء الطبيعي ، وإلى سائر الخصوصيات الآتية في الفقرة التالية.
«على حبّه» جملة اعتراضية :
ومن يتأمل الآية يجد : أن عبارة «على حبّه» جملة اعتراضية ، قد جاءت لبيان المزيد من الصعوبة التي يواجهها الباذلون في بذلهم ذاك .. أي أنهم يطعمون الطعام ، على الرغم من حبه.
وهذه الجملة الاعتراضية لا بد منها لإفادة معنى الإيثار ، الذي يمارسه أناس هم بأمس الحاجة إلى هذا الطعام ، وهم يطوون ثلاثة أيام بدونه.
وهناك فرق بين من يطعم الطعام ، وهو في غنى عنه ، بل هو يملك الخزائن الملأى ، وبين أناس لو فقدوا طعامهم ، فسوف لا يجدون سواه ، وسوف يتسبب ذلك بمشكلة وإحراج شديد لهم.
كما أنه ليس كل من يعطي الطعام يكون دافعه هو الشعور والإحساس الإنساني بحاجة الآخرين ، فإن لبذل الطعام دوافع مختلفة غير ذلك أيضا ، ولا حاجة إلى البيان ..
حب الطعام المذموم :
وقد يقال : إن ثمة إشكالا ، لا بد من الإجابة عليه وهو : أن الباذلين كان لديهم ميل للطعام ، بهدف سد الجوع .. ثم يزول الاشتهاء بتناوله ،