كيف يتحدث القرآن عن الغيب؟
ومهما يكن من أمر ، فإن الله تعالى حين يخبرنا في كتابه الكريم عن الأمور الغيبية ، التي لا ينالها العقل والحس ، فإنه يصوغ الفكرة بقوالب لفظية ، كنائية ، أو مجازية ، أو غيرها ، لتتمكن عقولنا من أن تنالها ، ثم يحول هذا المعقول إلى شأن حسي ، مشاعري ، حياتي ، وحيوي للإنسان ..
فالقوالب اللفظية تقرب الغيب إلى العقل ، ثم يحولها إلى الحس ، لتنساب في المشاعر ، ولتصبح جزءا من الكيان والذات.
وهكذا الحال في مختلف شؤون الدين ، والإيمان ، والتشريع ، وغيرها مما حملته لنا الآيات الشريفة ، والروايات الكريمة.
وقد جاءت بيانات هذه السورة المباركة وفق هذه القاعدة ، فلنتابع البحث عن معاني آياتها ، من خلال وعي مفرداتها ..
* * *