يحتاج أيضا إلى حراسة وحفظ ، وتهيئة الظروف الموضوعية لبقائه ، قويا وسالما ، وفاعلا ومتناميا.
فإذا قصر في ذلك كله ، فقد لا يحصل على شيء جديد .. وقد يخسر أيضا أو يشوّه ما أعطاه الله إياه ابتداء ، أو باقتضاء الفطرة ، وربما نجده يحاول أن يسقطها ، أو أن يبعدها عن دائرة التأثير في أكثر من موقع ، وفقا لما روي عن رسول الله [صلىاللهعليهوآله] : كل مولود يولد على الفطرة إلا أن أبويه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه.
أما الحيوان فلا دور له في الحصول على خصائصه الحيوانية ، ولا في تنشئتها وترشيدها ، ولا في حفظها ، وحراستها ، أو خسرانها ، وتشويهها.
لا رياء ولا سمعة :
وعلى كل حال ، فإنه حين لا يسعى الإنسان للجزاء ولا للشكر ، فإن الرياء لن يجد طريقه إليه ، وسيكون عمله لله ، ولله فقط ، ولا مجال بعد لأن يتخذ من عطائه وبذله ذريعة لإظهار شخصيته ، واكتساب السمعة عن هذا الطريق. لأن هذا يدخل تحت عنوان الجزاء. كما أنه لا يسعى لأن يعترف المبذول له بالفضل ، وأن يلهج بالحمد والثناء عليه ، لأن ذلك يدخل في الشكر ، الذي لا يريده ذلك الباذل ..
وقد قلنا : إن قوله تعالى : (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) قيد توضيحي لقوله : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ ..) لأن إرادة الجزاء والشكور تمنع من أن يكون الإطعام خالصا لوجه الله تعالى.
«منكم» :
وأما لماذا قال تعالى : (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً)؟! ، وقد كان يمكن أن