وقال تعالى : (قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) (١).
وعن مريم قال تعالى : (فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا ..) (٢).
وقال تعالى : (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا) (٣).
ويلاحظ في هذه الآية الأخيرة : أنه تعالى قد جمع فيها كلا الأمرين : حيث لو حظت فيها تارة قدرة الله سبحانه على الخلق ..
ويلاحظ فيها تارة أخرى تهيئة وسائل إظهار هذه الآية للآخرين ، وجعلها وسيلة هداية لهم (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ) (٤) حيث بينت أن الله تعالى قد يحيي الميت ، ولكن بتوسط إرادة النبي عيسى [عليهالسلام] أو غيره ، بمعنى أن الله قد تعهد بالإحياء حين تتعلق إرادة النبي عيسى [عليهالسلام] به ، فإرادة النبي عيسى واقعة في سلسلة العلل التي إذا وجدت جاء الفيض الإلهي وحصلت الحياة.
ونظائر هذا التوسيط كثيرة ، فإن إنزال الذكر ، يكون بوسائط منها جبرائيل [عليهالسلام] ، كما أن إنزال الماء ، مما يتدخل فيه الملائكة ، بعد أن يحمله السحاب أيضا ، ويمر بمراحل معروفة.
والزراعة تتم بواسطة إنزال المطر على التراب ، ثم يتفاعل التراب مع البذور ، فيحصل النبات ، ويكون الحمل بعد مقاربة الرجل زوجته ..
ولكن المشيئة الإلهية تبقى هي الحاكمة ، ولأجل ذلك قد ينزل
__________________
(١) سورة مريم الآية ٩.
(٢) سورة مريم الآية ١٧.
(٣) سورة مريم الآية ٢١.
(٤) سورة مريم الآية ٢١.