ستكون مفسدة لحياته ، فغريزة الجنس الضرورية لحياته ، ليس له أن يمارسها بالطريقة المحرّمة ـ كالزنى مثلا ـ وغريزة حب الذات ، ضرورية لاندفاع الإنسان لنيل الكمالات ، فإذا تجاوز الأمر ذلك ، فأصبحت الذات معبوده وإلهه ، كانت الآثار سلبية ومدمرة ..
فهي كالدواء الذي يفرط الإنسان في تناول جرعاته ، فإنه بدل أن يكون نافعا ، سيكون ضارا ، بل مهلكا له أحيانا.
هذا كله بالنسبة للخصوصيات التي تحدّث عنها في قوله : نطفة أمشاج.
وأمّا الخصوصيات الموروثة ، التي لها ارتباط بالروح والنفس ، أو التي يكتسبها بالتربية ، أو بالتعامل الاجتماعي ، فهي ، وإن كانت تجعله أميل إلى هذا الجانب أو ذاك .. ولكنها لا تبرر انسياقه مع ميوله ، إذ إنه لا يفقد معها عامل الاختيار والإرادة ، ولا تبرؤه من مسؤولياته الوجدانية والعقلية ، والشرعية أيضا ، وتفرض عليه أن يقوم بمهمة إزالة التلوثات التي لحقت بمرآة نفسه ، وإعادة الرونق والصفاء لها ، وليكون ذلك من أسباب كماله ، ومن أسباب نيله للمزايا ، ورفع درجته ، وزيادة كرامته وسؤدده ، وليصبح من ثم من عباده المكرمين ، المخلصين.
وسوف يجد أن ما يملكه من مزايا وهبات وملكات ، سيكون له دور في ترميم ، وتقوية المزايا الأخرى ، ليصل من ثم إلى حالة التوازن والاعتدال.
ولو أنه أهمل ذلك ، فإنه لن يكون معذورا في التعدي على الحرمات ، لأن مجرد ميله إليها لا يجعله مجبرا على الارتطام بها ..
ولو أنه فعل ذلك ، فإنه سيواجه آثار المعاصي في الدنيا وفي