القيّوم» (١).
وقوله : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ).
ظاهر.
(بِالْحَقِ)
قيل فيه بوجوه : يحتمل بالحق (٢) ، أي : دعاء الخلق إلى الحق ، ويحتمل بالحق ، أي : هو الحق نفسه حجة (٣) مجعولة ، وآية معجزة ، أيس العرب عن أن يعارضوه أو يأتوا بمثله (٤) ، وتحقق عند كلّ أنه من عند الله ، إلا من أعرض عنه ، وكابر وعاند.
وقيل : بالحق ، أي : بالصّدق والعدل (٥).
وقيل : بالحق الذي لله عليهم ، وما يكون لبعضهم [على بعض](٦).
ثم قال : (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ).
__________________
ـ تنظر ترجمته في : الاستيعاب لابن عبد البر (ترجمة ١٦٠٦) ، أسد الغابة لابن الأثير (ترجمة (٣٠٣٧) ، والإصابة لابن حجر (ت : ٤٧٩٩) ، سير أعلام النبلاء للذهبي (٣ / ٣٣١) رقم (٥١).
(١) وقد ورد في هذا حديث مرفوع عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) [البقرة : ١٦٣]. وفاتحة آل عمران (الم. اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [آل عمران : ١ ـ ٢].
أخرجه أحمد في المسند (٦ / ٤٦١) ، وعبد بن حميد في مسنده رقم (١٥٧٨) ، وأبو داود في سننه (١ / ٤٧٠) : كتاب الصلاة : باب الدعاء (١٤٩٦) ، والترمذيّ في سننه (٥ / ٤٦٤) أبواب الدعوات ، باب (٦٤) ، الحديث رقم (٣٤٧٨). وابن ماجه في سننه (٥ / ٣٧١) : كتاب الدعاء : باب اسم الله الأعظم ، (٣٨٥٥) من طريق عبد الله بن أبي زياد القداح عن شهر بن حوشب عن أسماء به. وهذا إسناد ضعيف ، فعبيد الله هذا ليس بالقوي ، وشهر صدوق كثير الإرسال والأوهام كما في التقريب لابن حجر ترجمة (١١٢).
(٢) قاله ابن كيسان كما في معاني القرآن الكريم للنحاس (١ / ٣٤٠).
(٣) الحجة ـ لغة ـ بالضم ـ : الدليل والبرهان. وقيل : ما دفع به الخصم. والحجة : الوجه الذي يكون به الظّفر عند الخصومة ، وسميت حجة لأنها تحج ، أي تقصد ؛ لأن القصد لها وإليها ، والجمع : حجج وحجاج.
واصطلاحا : عرفها الشيخ أبو منصور الماتريدي ـ رحمهالله ـ بأنها : «الحق ما غلبت حججه وأظهر التمويه في غيره».
انظر : تاج العروس للزبيدي (٥ / ٤٦٤) (حجج) ، وميزان الأصول لعلاء الدين أبي بكر السمرقندي (١ / ١٨٠).
(٤) قال ـ تعالى ـ : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) [الإسراء : ٨٨].
وقال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ)[يونس : ٣٨].
(٥) قاله الطبري في تفسيره (٦ / ١٦٠).
(٦) قاله الأصم كما في تفسير الفخر الرازي (٧ / ١٣٧) ، واللباب في علوم الكتاب لابن عادل (٥ / ١٥) ، وما بين المعقوفين سقط من ب.