اسم مربوب ، وظهر كل شيء في الحقيقة له عند توهم المعبود ، [لا](١) يستحق غيره غير آثار الحدثيّة وجهات المدخلة تحت القدرة والتدبير ، وهو بذاته متعال عن كلية الجهات والمعاني ، التي كانت بها بعد أن لم تكن ، وبها صارت مربوبة عبدا ، وهو متعال أيضا عن الوصف بالجهات والمعاني ؛ بل هو خلق الخلق ، ولا قوة إلا بالله.
ويحتمل : شهد : علم ، وكذلك من شهد الشىء فقد علم مخبره خلقته بإله العالم ، وأنه واحد لا شريك له ، إله الكل وخالقهم ؛ ليعلموا أنما أعلمهم أنه كما أخبر ، وذلك في نقض قول كثير ممن ينفون عن الله ـ [تعالى] ـ (٢) أنه عالم وشاهد كل شيء ، والله الموفق.
[ويحتمل : شهد على الخلائق أن يكون عليهم القول والاعتقاد أنه لا إله غيره ؛ بمعنى : قضى وأمر ، والله الموفق.](٣) وليس فيما جمعه الله بشهادة من ذكر توهم معنى لشهادته بما هو بشهادة من ذكر ، مع ما قد يحتمل لما جمع إلى شهادته شهادة من ذكر وجهان :
أحدهما : فضل من ذكر بما ذكر شهادته عند ذكر شهادتهم ؛ على نحو قوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) الآية [الأنفال : ٤١] ؛ ذكر ما له ، وإن كان له الخلق كله ؛ بوجهين :
أحدهما : بما جعل ذلك لوجوه العبادة ؛ كما أضاف إليه المساجد (٤) على أنها وغيرها له ، وذكر في الملائكة الذين عنده في أمر القيامة (٥) ، وإليه المصير ، ونحو ذلك ، إما مخصوص لما ذكر من الأوقات في فضل أو غير جعل له ، أو لما كان [ذلك](٦) لرسول الله صلىاللهعليهوسلم نسب إليه ، أو كان لكلية المعانى للعبادة ؛ فمثله أمر شهادات من ذكرتها بشهادة الله ؛ تفضلا لأولئك وتخصيصا ، من بين الخلائق ، والله أعلم.
والثاني : على كون الشهادة من الإخبار بحق الأمر ، نسبه إليه ؛ كما نسب إليه كتابة الألواح ونفخ جبريل الروح بما كان منه أمر به ؛ فكذا فعله في الإضافة إليه ، والله أعلم.
ثم حق ذلك ـ فيما على التحقيق ـ أن يفهم ما عن الله ربوبيّة وعن العبد عبودية ، على
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) سقط من ب.
(٣) ما بين المعقوفين سقط من ب.
(٤) في قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) [سورة الجن : ١٨].
(٥) انظر من هذا : الآية (٢٣) سورة الرعد ، والآية (٧٥) سورة الزمر ، والآية (٦) سورة التحريم ، والآية (٣٨) سورة النبأ.
(٦) سقط من ب.