وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : الألوف (١).
وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال في قوله : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) يقول : قاتل ؛ ألا ترى أنه يقول : (فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ)؟!.
ثم اختلف في قوله : (فَما وَهَنُوا ، وَما ضَعُفُوا).
قيل : فما وهنوا في الدين ، وما ضعفوا في أنفسهم في قتال عدوهم بذهاب النبي صلىاللهعليهوسلم من بينهم ؛ فما بالكم تضعفون أنتم (٢)؟! ويحتمل قوله : (فَما وَهَنُوا) ، يعني : فما عجزوا لما نزل بهم من قتل أنبيائهم ، وما ضعفوا في شيء أصابهم في سبيل الله من البلايا.
وقيل : قوله ـ عزوجل ـ : (فَما وَهَنُوا) يرجع إلى : (قاتَلَ) إلى المقاتلين وفي «قتل» إلى الباقين (٣).
وقوله : (وَمَا اسْتَكانُوا) :
قيل : لم يذلّوا في عدو لهم ، ولم يخضعوا لقتل نبيهم ؛ بل قاتلوا بعده على ما قاتلوا معه (٤) ؛ فهلا قاتلتم أنتم على ما قاتل عليه نبيكم ؛ كما قاتلت القرون من قبلكم إذا أصيب أنبياؤهم ، والله أعلم.
(وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) :
على قتال عدوّهم ، وعلى كل مصيبة تصيبهم.
وقوله : (وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا) :
قيل : وما كان قول الأمم السالفة عند قتل نبيهم ـ إلا أن قالوا : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) الآية (٥) ، يقول : يعلّم الله هذه الأمة ويعاتبهم : هلّا قلتم أنتم حين نعي إليكم نبيكم كما قالوا القوم في الأمم السالفة؟!.
__________________
(١) أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٦٦) (٧٩٥٧) ، (٧٩٥٨) ، (٧٩٥٩) ، (٧٩٦٠) ، (٧٩٦٣) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٥٨٦) (١٥٧٠) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ١٤٦) ، وزاد نسبته لابن المنذر والفريابي وعبد ابن حميد ، والطبراني.
(٢) أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٧٠) (٧٩٨٣) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٥٩٠) (١٥٨٥) ، (١٥٨٦) ، (١٥٨٩) عن السدي ، وعن الربيع بن أنس أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٧٢) (٧٨٩٢) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ١٤٧).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ٥٩١) (١٥٩٣) عن قتادة ، وابن جرير الطبري برقم (٧ / ٢٧٠) (٧٩٨١) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ١٤٧).
(٤) أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٧٠) (٧٩٨٣) عن السدي ، وذكره ابن عادل في اللباب (٥ / ٥٩٠) ، والسيوطي في الدر (٢ / ١٤٧).
(٥) ذكره ابن عادل في اللباب (٥ / ٥٩١).