سهل البيع سمح الشراء» (١).
(وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) أنه فلان بن فلان وأنه من قوم كذا فيعرفون أنه من أصحاب الكهف.
أو لا يشعرن بمكانكم أحدا ، من الناس.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ).
يحتمل : يقتلوكم أو ما أرادوا بكم.
(أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ) ، أي : في دينهم الكفر.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً).
أي : ما دمتم في ملتهم ودينهم ، هذا كأنهم لم يعرفوا التقية ، وإلا لو أعطوهم بلسانهم ولم يعطوهم بقلوبهم ، لكانوا قد أفلحوا.
أو عرفوا التقية إلا أنه لم يكن للقرون الماضية التقية ، ولم يؤذن لهم فيها.
أو هي رخصة رخص لهم ، والأفضل ألا يعطي ذلك ولا يظهر ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ).
اختلف في قوله : (وَكَذلِكَ) ؛ قال بعضهم : كما أخرج المبعوث بشراء الطعام من الكهف مع الورق المتقدم ضربها ، فكان ذلك بسبب إعلام أهل المدينة عن الفتية (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ) ، أي : أطلعنا عليهم.
وقال بعضهم : كما أعلم عن أنباء الفتية وأصحاب الكهف وقصصهم من أولها إلى آخرها ، (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ) أي : أطلعنا عليهم ، والله أعلم.
وجائز أن يكون قوله : (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ) أي : كما ضرب على آذانهم ليعلموا أن ما وعد لهم الرسل عن الله حق.
ثم اختلف في اطلاعهم عليهم :
قال بعضهم : أطلع الله الملك الذي هربوا منه وأهل المدينة بعد ما أنامهم ، لكن حيل بينهم وبين أولئك.
وقال بعضهم : أطلعهم قبل أن ينيمهم ، فحيل بينهم وبينهم ، فسدوا باب الكهف ، فبقوا هنالك ، ثم أنامهم بعد ذلك ما ذكر ، فهلك ذلك الملك ، وانقرض تلك القرون ، ثم ولي ملك آخر مسلم صالح ، ثم أطلع ذلك الملك عليهم ، وأمثال ذلك قد قالوا ، فلا ندري
__________________
(١) أخرجه البخاري (٥ / ٢٧) كتاب البيوع : باب السهولة والسماحة (٢٠٧٦) ، والترمذي (٢ / ٥٨٦) أبواب البيوع : باب ما جاء في سمح البيع (١٣٢٠) ، وابن ماجه (٣ / ٥٥٠ ، ٥٥١) كتاب التجارات : باب السماحة في البيع (٢٢٠٣) ، وأحمد (٣ / ٣٤٠) عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى».