التحول ، وقال : (نُزُلاً) ، قال : هذا من الطعام والشراب ، وجمع النزل : أنزال ، وجمع الفردوس : فراديس. وقال القتبي (١) : النزل : ما يقدم للضيف ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي).
يشبه أن يكون هذا خرج مقابل قوله : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) [النحل : ٨٩] ، وقوله : (وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ) [يوسف : ١١١] وجوابا لما ذكر فيه تبيانا لكل شيء ، وتفصيل كل شيء ، فقالوا : كيف يحتمل هذا المقدار أن يكون فيه تبيان كل شيء وتفصيل كل شيء؟ فقال ـ عزوجل ـ عند ذلك جوابا لقولهم : إنه لو بسط ما أودع فيه من نحو المعاني والحكمة ، وشرح ذلك فكتب بما ذكر لبلغ القدر الذي ذكر وازداد.
وقال الحسن : قوله : (لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي) أي : لخلق ربي ، أي : لو قال ما خلق وأملى : أني خلقت كذا ، وخلقت كذا ، فيكتب جميع ما خلق ، لبلغ القدر الذي ذكر. ويرجع تأويله إلى ما خلق من أصناف الخلق وأجناس الأشخاص.
وقال أبو بكر الأصم : قوله : (لِكَلِماتِ رَبِّي) لبيان ما خلق ربي ، فهو يرجع إلى الأول ، وقال : فائدة ما ذكر هو أن يعرفوا أن خلائقه وما أنشأ ، لمما يخرج عن الوقوع في الأوهام ، فالذي أنشأ ذلك وخلقه أحرى أن يكون خارجا عن الوقوع في الأوهام والتصور فيها.
والثاني : يعرفوا قدرته وسلطانه ، وإحاطة علمه بالخلائق ، وما أنشأ فيعلموا : أن من قدر على هذا فهو على البعث الذي أنكروا أقدر ، ومن أحاط علمه بما ذكر فهو على الإحاطة بأفعالهم وأقوالهم أعلم وأعرف ؛ ليكونوا على الحذر أبدا في كل وقت.
ثم يحتمل قوله : (لِكَلِماتِ رَبِّي) حججه وآياته التي أقامها على وحدانيته وربوبيته ، أي : لو كتب ذلك لبلغ ذلك الذي ذكر.
وإن كان المراد من الكلمات : القرآن ، فالتأويل ما ذكرنا بدءا : أنه كان خرج على الجواب والمقابلة لقول كان منهم ، [وهو] ما قاله الحسن وأبو بكر إن كان كلماته خلقه أو البيان عن خلقه.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) :
__________________
(١) انظر : تفسير غريب القرآن ص (٢٧١).