وما فيها ، وما سخر لهم.
وقال بعضهم : دفع بما يذكر أهل المساجد في المساجد من اسم الله عن أهل الصوامع والبيع والكنائس ، وهو قريب مما ذكرنا من قبل.
ثم اختلف فيما ذكر من الصوامع والبيع والصلوات :
قال بعضهم (١) : الصوامع للراهبين ، والبيع للنصارى ، والصلوات : الكنائس التي تكون لليهود ، والمساجد للمسلمين.
وقال بعضهم (٢) : الصلوات للصابئين.
وقال القتبي (٣) : الصوامع للصابئين ، والبيع للنصارى ، وصلوات : بيوت صلوات اليهود ، والمساجد للمسلمين.
وقال أبو عوسجة : الصوامع للرهبان ، والبيع للنصارى : مصلاهم ، والصلوات لليهود ، وهي شبه البيعة ، على ما ذكرنا ، والله أعلم.
وقوله : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) أي : من [كان من] أولياء الله نصره.
وقال الحسن : من حكمه أن من نصر الله نصره. وقد ذكرنا هذا فيما تقدم في غير موضع.
وقوله : (إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) يحتمل : قوي لنصر أوليائه ، عزيز الانتقام [من] أعدائه.
أو أن يكون قوله : (لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) أي : قوي ، فيضعف كل قوي من دونه عند قواه ، ويذل كل عزيز عند عزه.
أو قويّ لا قوي سواه ، عزيز لا عزيز سواه.
وفي : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ) وما ذكر ـ دلالة ترك هدم الكنائس والبيع وما ذكر ، والنهي عن هدمها ؛ لأنه ذكر الصوامع والبيع ، وعلى ذلك تركت الكنائس والبيع في أمصار المسلمين لم تهدم ، ولا خلاف بين أهل العلم في ذلك ، وإنما يمنعون عن إحداث البيع والكنائس في أمصار المسلمين وقراهم ، وأمّا العتيقة منها فإنهم يتركون وذلك ، والله أعلم.
__________________
(١) قاله رفيع أخرجه ابن جرير عنه (٢٥٢٦٧ ، ٢٥٢٧٤ ، ٢٥٢٨٥ ، ٢٥٢٨٩) وانظر : الدر المنثور (٤ / ٦٥٧).
(٢) قاله أبو العالية ، أخرجه ابن جرير (٢٥٢٨٥) وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، كما في الدر المنثور (٤ / ٦٥٧).
(٣) ينظر : تفسير غريب القرآن ص (٢٩٣).