وقال الحسن (١) : (مَثَلُ نُورِهِ) قال : مثل القرآن في قلب المؤمن (كَمِشْكاةٍ) كوة (فِيها مِصْباحٌ) ، أو أن يكون قوله : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي : به تنجلي الظلمات ، وتنكشف الحجب والسواتر ؛ إذ النور إنما سمي : نورا ؛ لما به تنجلي الظلمات ، وتنكشف السواتر ، والحجب ، لا أنه نور ، ألا ترى أنه سمى القرآن : نورا ، والرسول : نورا ؛ لما به تنجلي الشبهة والظلمات ، وبه ترتفع السواتر والحجب وإن كانا في أنفسهما ليسا بنور سميا : نورا ؛ لما ذكرنا من تجلي الأشياء بهما وارتفاع السواتر ، فعلى ذلك جائز أن يسمى الله : نورا ؛ لما به يكون تجلي الظلمات والشبه ، وانكشاف السواتر ، وارتفاع الحجب ، لا أنه نور.
وقوله : (مَثَلُ نُورِهِ) قال بعضهم : مثل نور المؤمن على ما ذكرنا فيما تقدم.
وقال بعضهم (٢) : (مَثَلُ نُورِهِ) في صدر المؤمن.
وقال بعضهم (٣) : مثل نور محمد على ما ذكر مقاتل وغيره.
وقال بعضهم (٤) : مثل نور القرآن.
وقوله : (كَمِشْكاةٍ) قال : الكوة التي لا منفذ لها للنور على ما ذكرنا.
وقال بعضهم (٥) : موضع الفتيلة من القنديل.
وقال بعضهم (٦) : الحدائد التي تعلق بها القنديل.
وقوله : (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) قال : بعضهم (٧) : هي شجرة مصحرة تطلع عليها الشمس إذا طلعت وتغرب عليها إذا غربت ، وهو أجود الزيت.
وقال بعضهم (٨) : هي شجرة في كنّ لا تطلع عليها الشمس إذا طلعت ، ولا تغرب عليها إذا غربت.
__________________
(١) أخرجه ابن جرير (٢٩٠٩٦) ، وعبد بن حميد كما في الدر المنثور (٥ / ٨٨).
(٢) قاله أبي بن كعب أخرجه ابن جرير عنه (٢٦٠٨٩ ، ٢٦٠٩٠) ، وعن سعيد بن جبير (٢٦٠٩١) والضحاك (٢٦٠٩٢).
(٣) قاله كعب الأحبار وسعيد بن جبير ، أخرجه ابن جرير عنهما (٢٦٠٩ ، ٢٦٠٩٤).
(٤) قاله الحسن وابن زيد وزيد بن أسلم ، أخرجه ابن جرير عنهم (٢٦٠٩٦ ، ٢٦٠٩٧ ، ٢٦٠٩٨).
(٥) قاله ابن عباس ، أخرجه ابن جرير عنه (٢٦١٠١) ، وعن محمد بن كعب ، أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، كما في الدر المنثور (٥ / ٨٨).
(٦) قاله مجاهد ، أخرجه ابن جرير عنه (٢٦١١٦).
(٧) قاله عكرمة ، أخرجه ابن جرير عنه (٢٦١١٧) ، وعن ابن عباس ومجاهد (٢٦١١٨).
(٨) قاله سعيد بن جبير ، أخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ، كما في الدر المنثور (٥ / ٨٩).