ومنها : ما ذكره المحقق اليزدى (ره) (١) قال ويمكن ان يجاب بان المراد من الإله المنفى هو خالق تمام الموجودات وبعد نفى هذا المعنى مطلقا واثباته في ذاته المقدسة يلزم ان يكون كل موجود سواه جل جلاله مخلوقا له ، ولا يمكن مع كونه مخلوقا ان يكون خالقا فحصر وجود الإله في الباري جل وعلا يدل بالالتزام البين على عدم إمكان غيره تعالى.
وفيه : مضافا إلى ان الإله ليس بمعنى الخالق : ان الجملة مركبة من عقدين ، سلبى ، وايجابى ، والأول ينفى خالقية غيره تعالى ، والثاني يثبت الخالقية له ، واما اثبات مخلوقية ما عداه فهو خارج عن العبارة ، فلا يصح جعله اساسا لهذا الجواب.
والصحيح في الجواب ان يقال ان الإله كما مر هو المعبود ، فالمراد بهذه الكلمة نفى المستحق للعبادة غيره تعالى ، واثبات استحقاقه جل جلاله لها : وذلك يلازم مبدئيته تعالى لجميع الموجودات ، فان ذلك يوجب كونه مستحقا لها ، لاستحقاق العلة لان يخضع لديه المعلول وعدم مبدئية غيره.
اضف إليه انه لو كان الإله بمعنى واجب الوجود ، امكن اثبات التوحيد بهذه الكلمة بوجه آخر ، وهو كفاية التوحيد الوجودي ، والاقرار بوجود مبدأ واحد في الاسلام ، ولا يتوقف على نفى الامكان عن غيره ، ولذا لو غفل عن ذلك حين التكلم بها يحكم باسلامه بلا كلام.
وقد يقال ان هذه الكلمة وردت في قبال المشركين ، ولذا يسمونه كلمة
__________________
(١) درر الفوائد للحائري ج ١ ص ١٧٦.