التوحيد واثبات وجود الصانع مفروغ عنه ، وعليه فحيث ان الإله بمعنى المعبود ، فمفاد الكلمة نفى المستحق للعبادة غيره تعالى ، ومعلوم ان نفى الموجود الكذائي سوى الله تعالى يدل على التوحيد في المعبود وهو يكفي في الاسلام.
ثم ان الظاهر بحسب المتفاهم العرفي من كلمة التوحيد بمقايسة نظائرها كون المقدر فيها موجود لا ممكن.
ثم ان المحكي عن ابي حنيفة (١) انه استدل لعدم دلالة الاستثناء على المفهوم ، بقوله (ص) " لا صلاة إلا بطهور" ، إذ لو كان الاستثناء من النفي اثباتا للزم كفاية الطهور في صدق الصلاة.
وأجاب عنه المحقق الخراساني باجوبة :
١ ـ ما أفاده في الهامش (٢) ، وهو ان كلمة إلا في مثل هذا التركيب ، تدل على نفي الامكان يعني ان الصلاة لا تكون ممكنة بدون الطهور ومعه تكون ممكنة لا ثابتة فعلا.
وفيه : ان موارد استعمال هذه الكلمة تشهد بانها تستعمل للنفي الفعلي ،
__________________
(١) وهو ابو حنيفة النعماني الكوفي ولد عام ٨٠ للهجرة وهو امام الحنفية احد ائمة اهل السنة وقيل ان اصله من فارس ولكنه نشأ بالكوفة توفي سنة ١٥٠ ه ببغداد (الكنى والالقاب» نقل الحكاية عنه غير واحد من الاعلام منهم الشيخ الاعظم في مطارح الانظار ص ١٨٧ / كفاية الاصول ص ٢٠٩ / راجع شرح مختصر العضدي ص ٢٦٥
(٢) كفاية الاصول ص ٢٠٩ ـ ٢١٠ هامش رقم ٢.