.................................................................................................
______________________________________________________
موجودات عالم خلقه ، أو لأن الوجود الاعلى هو الغاية لخلق الوجود الادنى للزوم كون الغاية لفعل الخالق العالي هو الوجود الاعلى من خلقه.
وعلى كل ، فهم اما مجرى فيض الوجود ووسائط النعم ، او انهم الغاية له ، فهم من علل الوجود الغائية للوجود الادنى ، وعلى كل حال فلهم الدخالة في النعم ، وممن تنسب النعمة اليهم اما وساطة او غاية فتجب معرفتهم أداء لوجوب شكرهم كما مر في وجوب معرفة الانبياء.
المقام الثاني في كون الامامة من المناصب الالهية لانهم الطريق لتبليغ احكامه الواقعية ، فلا بد وان يكون المبلغ مضافا الى قداسته في نفسه ان يكون مامونا من الخطأ معصوما من الوقوع فيه ، ولا يكون كذلك الا من كان وجودا عاليا قدسيا قد ارتفع عن الخطأ بحسب مقام ذاته ، فارتفاع نفسه وعلو مقامه مانع له عن ان ينسى او يغفل ، فالطريق لتبليغ الاحكام الواقعية يجب ان يكون معصوما من الخطأ لئلا يكون من جهة التبليغ حجة للناس على الله ، ولا بد وان يكون له تعالى الحجة دائما على الناس ، ولذا قالوا : ان من يقع في طريق التبليغ لا بد وان يكون واجب العصمة ، ولما كان هذا الوجود العالي المعصوم مما يعسر على الناس معرفته والاهتداء اليه كان يجب على الله نصبه وتعيينه ، فلذلك كانت الامامة من المناصب الالهية المحتاجة الى نص من رسله على اوصيائهم والائمة من بعدهم.
لا يقال : إن كون الامامة من المناصب الالهية وطريقا لتبليغ احكامه الواقعية لازمه ان تكون ملغاة في الغيبة ، اذ لا يصل الناس الى الامام حتى يمكن ان يبلغهم احكام الله الواقعية.
فانه يقال : ان المراد كون الامام ممن يمكن ان يبلغ لا انه يلزم ان يبلغ بالفعل.
وبعبارة اوضح : انه لما كان لا بد ان لا يكون للناس على الله الحجة فاللازم وجود الحجة ، بحيث لو رجع الناس اليه لبلغهم ، واحتجابه عنهم خوفا منهم ، فالذي على الله ان يكون حجته موجودا بالفعل دائما ، بحيث لو امن الناس ورجعوا