لا الموضوع ، كما ستعرف الكلام فيه.
هذا كلّه مع إنّ دأب اللغوي وعادته ، على ذكر ، ما استعمل فيه اللفظ ولو مجازاً وتوسّعاً ، لا خصوص ما وضع له اللّفظ.
ومن هنا ذكر غير واحد في المقام أنّ المعنى في اللغة ، أعمّ ممّا يساعد عليه العرف العام ، بحكم التبادر وصحّة السّلب وجعلوه مدار الحكم ، وإن اختلفوا في تعيينه أيضاً ، بما يرجع إلى ما ذكرنا من الاختلاف في المفهوم ، الرّاجع في الحقيقة إلى عدم تبيّن المفهوم بحده وكنهه ، فالمعنى اللغوي على ما ذكر ، لا يجدي مع تبيّنه فضلاً عن إجماله ؛ لان مجرّد الاستعمال المستكشف من اللغة لا يوجب حمل اللّفظ عليه وظهوره فيه ، إلّا على مذهب السيّد المرتضى قدسسره في باب الوضع.
نقل كلام صاحب كشف الغطاء في ما يعتبر في صدق الاناء
قال فقيه عصره (١) في كشف الغطاء ما هذا لفظه : «المطلب الخامس في الاواني : وهي ، جمع إناء كوعاء وأوعية وأواعي وزناً ومعنى ، وتفسيرها بالظروف والاوعية ، تفسير بالاعمّ ، كما هي عادة اهل اللغة في أمثالها من التفسير بالاعمّ ، والاحالة إلى العرف في تحقيق المعنى ، والظاهر انها عبارة عمّا جمعت امور :
احدها : الظرفيّة.
الثاني : أن يكون المظروف معرضاً للرفع والوضع ، فموضع فصّ الخاتم وإن عظم وعكوزاً الرّمح ، وضبّة السّيف ، والمجوّف من حلّى المرأة المعدّ لوضع شيء فيه ، للتّلّذذ بصوته ، ومحلّ العوذة ، وقاب الساعة ، وآنية جعلت لظاهر اخرى ، بمنزلة الثوب مع الوضع على عدم الانفصال ، ولو انفصلت ثم وصلت ، أو بالعكس ، رجعت إلى الحالة الاولى.
__________________
(١) كشف الغطاء ٢ : ٣٩٢ ٣٩٣.