وعشيرته ، أو لتشييد أركان من يصله ببعض العطايا ، وينعم عليه ببعض الهدايا ، باذلال مخالفيه وإهلاك من يعاديه ، ولا ريب أنّ هذه الدّواعي متحقّقة في نفس المؤمن بالنّسبة إلى جهاد الكفّار ، مع ماله فيه من رجاء الفوز بعظيم الأجر وجسيم الذّخر فينبغي أن يكون في حقّه أسهل ، وكذا الحال في وجوب المدافعة عن النّبي صلىاللهعليهوآله والإمام عليهالسلام وتحمّل ما يتوجّه إليهما من الاعداء من الطّعن والنّبل وغير ذلك ، وإن علم بأدائه إلى التّلف ، كما فعله اصحاب الحسين أعلى الله درجتهم وشكر سعيهم.
هذا ويمكن أن يقال : يختلف صدق العسر والحرج باختلاف المصالح المقتضية للتّكليف بالفعل ، فربّ فعل عسر يعدّ سهلاً بالنّسبة إلى ما يترتّب عليه من المصالح الجليلة ، وربما يعدّ ما دونه عسراً بالنّسبة إلى قلّة ما يترتّب عليه من المصالح».
إلى آخر ما أفاده بطوله ، ومن أراد الوقوف عليه فليراجع كتابه.
وأنت خيبر بأنّه بعد القطع ، بوقوع التّكليف بالأمور العسرة في شرعنا ، لا بدّ من رفع اليد ، عن الظّواهر في الجملة ، ولو بحملها على إحدى الدعويين ، كما يشهد للثانية قوله تعالى : (وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ)(١).
وأمّا ما ارتكبه الفاضل المتقدّم كلامه ، ففيه : إنّ الجهاد وبذل النفس لو كان في كمال السهولة ، لم يكن لبذل مولانا أمير المؤمنين نفسه ليلة المبيت على فراش رسول صلىاللهعليهوآله فضل ورد فيه ، وكذلك لبذل أصحاب مولانا الحسين كثير فضل ، وهو كما ترى. هذا بعض الكلام من الجهة الثّانية.
الجهة الثالثة : في كثرة التخصيص
وأمّا الكلام في القاعدة من الجهة الثالثة : فحاصل القول فيه : إنّ المترائى من كلام بعض وصريح شيخنا الأستاذ العلّامة قدسسره في بعض كلماته ، كثرة الخارج ، عن القاعدة بالمخصّصات الكثيرة ، الموجبة لوهنها بحيث لا
__________________
(١) الاعراف : ١٥٧.