رسالة في تعيّن قضاء الأعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين (١).
مسألة : اعلم أنّ فقهاءنا رضوان الله تعالى عليهم أجمعين اختلفوا في تعيّن قضاء الأعلم كاختلافهم في تعيّن تقليده ، ونحن وإن حرّرنا المسألة فيما حرّرناه في كتاب القضاء والشهادات ملخّصاً إلَّا أنّ التماس جمع من حاضري مجلس البحث في المسألة دعانا إلى تحريرها ثانياً مستقلّاً مفصّلاً.
فنقول بعون الله تعالى وتوفيقه ودلالة أهل الذكر صلوات الله عليهم أجمعين :
إنّه قد يبحث عن حكم المسألة في زمان الحضور ، وقد يبحث عنه بالنسبة إلى زمان الغيبة. والبحث من الحيثية الأولى ليس من حيث التكلّم في بيان تكليف الحجة على
__________________
(١) وليعلم أنّ المؤلف لهذا الكتاب المستطاب قدسسره وإن تعرّض فيه لمسألة قضاء الأعلم على نحو الاختصار إلَّا أنّه قدسسره لمّا أفرد هذه المسألة بالبحث عنها مفصّلاً في رسالة ألّفها فيها قبيل سنة توفّي فيها بأشهر ، وكانت المناسبة قاضية بنشرها منضمّة إلى هذا الكتاب صدر الأمر من ناحية حضرة الناشر للكتاب دام ظلّه بطبعها تلوه تتميماً للنعمة. ونسأل الله تعالى أن يوفّقه دامت أيام بركاته لنشر سائر مؤلّفاته النفيسة التي منها «كتاب الخلل» و «كتاب الوقف» و «كتاب الإجارة» و «كتاب الرهن» و «كتاب الصيد والذباحة» و «كتاب إحياء الموات» و «كتاب الخمس» ، وغير ذلك من الكتب والرسائل التي ألّفها في الفقه وجملة من المباحث المهمة الأصولية والممتثل لهذا الأمر المبارك المطاع العبد الفاني علي الآشتيانى عفي عنه.