البحث الصغروى نظرية الميرزا النائيني في المقام
أما الصغرى ، فالمستفاد من كلمات الميرزا النائيني (١) (قدسسره) أنه قبِل كبرى تقديم أصالة عدم الزيادة على عدم النقيصة ، بنكتة أن الأمارية النوعية الموجودة في الأوّل أقوى من الموجودة في الثاني ، فتكون ميزاناً في التقديم في مقام التعارض ، سواء كانت هذه الأقوائية النوعية مؤثرة فعلاً في الظن على طبقها أم لا ، لأن الأمارات التي تكون حجة من باب الظن النوعي ، لا يشترط في حجيتها عند العقلاء إفادتها الظن فعلاً.
هذا هو ظاهرة العبارة فنّاً ، لكن يظهر من تضاعيف كلامه (قدسسره) أنه لا يدّعي ذلك ، لأنه هو أيضاً يستشكل فيه ، ويرى أن التقديم بلحاظ الأقوائية إنما يكون إذا أثّرت بالفعل في ظن قوي معتدّ به بأن الزيادة مطابقة للواقع ؛ من هنا صار بصدد بيان أنه لا يوجد في المقام ظن بالفعل على صدق الزيادة ، لأن هذه الأقوائية معارضة بنكات أخرى في صالح عدم الغفلة عن النقيصة ، وذكر لذلك نكتتين :
__________________
(١) قال : «والأضبط بل المتعيّن ما هو المشهور ، بلا إضافة هاتين الكلمتين ، فإنّه في مقام التعارض بين الزيادة والنقيصة ، كما إذا كانت القضية شخصية ، وإن كان بناء أهل الحديث والدراية على تقديم أصالة عدم الزيادة على أصالة عدم النقيصة ، والحكم بثبوتها في نفس الأمر وسقوطها عن الرواية الأخرى الحاكية لتلك القضية بدونها ، لأن بعيد غاية البعد ، فلا ينافي ذلك حجّية كلّ واحد من الأصلين من باب أصالة عدم الغفلة ، إلا أن في المقام خصوصيّة بها تقدّم أصالة عدم النقيصة على أصالة عدم الزيادة.».
كتاب منية الطالب في حاشية المكاسب ، لمؤلفه حجة الإسلام الحاج شيخ موسى النجفي الخوانساري ، ج ٢ ، ص ١٩١ ،