حيثية أنه شارع ، ومقنن.
حيثية أنه مستعمل للألفاظ والهيئات في معانيها.
إذن فهنا نحوان من الحكومة :
النحو الأوّل : الحكومة بلحاظ المرحلة اللغوية.
توضيحها : إذا قال المولى «حرّم الله الربا» فهو بلحاظ كونه مستعملاً ، يكون كل لفظ عنده شاملاً لتمام الأفراد التي تندرج تحت ذلك المعنى والمفهوم اللغوي. ولكن قد يكون للمتكلّم نظر في تشخيص مصاديق الموضوع الذي يحكم عليه من حيث التوسعة والتضييق. فإن كان ذلك النظر أخبارياً صرفاً ، من قبيل أن يخبر اشتباهاً أن زيداً ليس بعالم ، أو أن المعاملة الفلانية ليست ربوية ، فهذا النظر ليس له أثر أصلاً ولا يجب أتباعه. أما إذا
__________________
٥ إن الحكومة تختص بالأدلة اللفظية ، ولا معنى لها في الأدلة العقلية واللبية ، لأن الحكومة على ما عرفت لا تكون تصرّفاً حقيقياً في الدليل المحكوم ثبوتاً ، وإنما هي خصوصية النظر في الدليل الحاكم إلى مفاد الدليل المحكوم ، والنظر من شؤون الدلالة اللفظية وخصائصها ، سواء كان نظراً تفسيرياً أو تنزيلياً أو بمناسبات الحكم والموضوع. فإن التفسير أسلوب من أساليب التعبير والتنزيل لا واقع له إلّا في عالم التعبير والاستعمال ، ومناسبات الحكم والموضوع تنشئ ظهوراً في الدليل اللفظي ، فيصبح ذلك الظهور حجّة وليست هي حجّة مستقلة ، ولذلك لا يصح إعمالها وتحكيمها في الفقه على الأدلّة اللبية كالإجماع ونحوه».
(مباحث الحجج والأصول العملية ، تعارض الأدلّة الشرعية ، تقريراً لأبحاث سيدنا وأستاذنا الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر طاب ثراه ، السيد محمود الهاشمي : ج ٧ ، ص ١٦٥).