ظهور رواية عقبة بن خالد في غاية الاختصار والتشويش.
وقد نقل الميرزا (١) (قدسسره) كلامه وأضاف إليه بعض النكات والخصوصيات الأخرى. وفيما يلي نستعرض كلامه مع الأخذ بعين الاعتبار إضافات الميرزا في مقام توضيحه وتطويره.
نظرية شيخ الشريعة في المقام
يمكن تحليل استدلال شيخ الشريعة (قدسسره) إلى مقدّمات ثلاث ، حاول من خلالها استنتاج أن ظهور رواية عبادة بن الصامت في الاستقلالية أقوى من ظهور رواية عقبة بن خالد.
المقدّمة الأولى : في بيان وثاقة عبادة بن الصامت وضبطه وإتقانه.
المقدّمة الثانية : أن عقبة بن خالد كما هو في الكتب الأربعة له روايات عديدة عن الإمام الصادق (عليهالسلام) في أقضية النبي (صلىاللهعليهوآله). لكن الذي يحدس به هذا الفقيه أن هذه الأقضية بتمامها كانت مجموعة في رواية واحدة سمعها من الإمام (عليهالسلام) لكن الفقهاء قطّعوها ، كما هو شأنهم في موارد أخرى ، فتفرّقت في مختلف الأبواب.
المقدّمة الثالثة : بعد فرض إرجاع تمام روايات عقبة إلى رواية واحدة ، فلا يكون بينها وبين رواية عبادة تعارض إلّا في خصوصية واحدة ، هي أن جملة «لا ضرر ولا ضرار» جاءت مستقلة هناك وذيلاً هنا ، ولو فرضنا أنه كان لرواية عقبة ظهور في التعليل ، فلا بد من رفع اليد عنه بواسطة معارضته مع
__________________
(١) منية الطالب : ج ٢ ، ص ١٩٤.