الفعل متعدياً بنفسه؟
قال : إن الهيئة عندها لا تفيد إلّا التأكيد (١).
هذا محصل كلام المحقق الأصفهاني في المقام.
مناقشة نظرية الأصفهاني
وسنبدأ في التعليق على كلامه من القسم الثالث ، فنقول : إنه غير تام لوجوه :
الأول : نتساءل هل الفعل المتعدي بنفسه كقتل وضرب حينما يطرأ عليه هيئة «فاعَلَ» يؤدي نفس تلك التعدية الثابتة لذات الفعل المجرّد ، أو يؤدي تعدية أخرى تختلف في حقيقتها عن تلك؟
والجواب أن هناك فرقاً بينهما ، وعدم التمييز ما بين التعديتين ناشئ من أن المفعول المتعدّى إليه في جملة من الموارد واحد في المجرد والمزيد. ففي قولنا : «ضرب زيد عمراً وضاربه» يتخيل أن «ضاربه» قامت بنفس وظيفة «ضربه» من حيث تعدية الضرب ، غاية الأمر أن ذاك بمقتضى طبع المطلب وهذا بمقتضى عناية في مقام لحاظ الواضع ؛ مع أنه ليس كذلك ، فإن تعدية المعنى الحدثي في «ضرب زيد عمراً» غير تعدية المعنى الحدثي في «ضارب زيد عمراً» ، ويظهر هذا فيما إذا اختلف المفعولان ، فمثلاً : في «جذبت الثوب وجاذبت زيداً الثوب» أصبح المفعول «زيداً» بعد أن كان هو «الثوب» وهذا معناه أن الفعل المجرد حينما يدخل عليه باب المفاعلة يتقمّص معنىً
__________________
(١) المصدر السابق ، ج ٤ ، ص ٤٣٩.