والبحث فيه يقع على مستويين :
المستوي الأوّل : تصنيف المذاهب الفقهيّة في تفسير هذه الجملة المباركة.
المستوي الثاني : الوجوه المتصوّرة بحسب إمكانات اللغة العربية لتفسير هذه الجملة.
المستوي الأوّل : المذاهب الفقهيّة
المستخلص من الأقوال الموجودة في المقام مذاهب ثلاثة ، تعدّ الاتجاهات الفقهية الرئيسية في تفسير هذه الجملة.
الاتجاه الأوّل : نظرية الشيخ الأعظم
اختار الشيخ الأعظم (قدسسره) ومن تأخّر عنه كالمحقق الخراساني (قدسسره) أن هذه الجملة تنفي الحكم الضرري ، بمعنى أنه لم يجعل الشارع حكماً ضرريّاً. لكن هناك خلاف في هذا الاتجاه بين الشيخ الأنصاري والآخوند الخراساني ، في حدود هذا المعنى ، فإن الظاهر من عبارة الشيخ (١) أن «لا ضرر» تنفي الحكم الضرري ، سواء كان الضرر ناشئاً من نفس جعل الحكم ابتداءً ، كما هو الحال في جعل الحكم بصحة المعاملة الغبنيّة ، لأن جعل
__________________
(١) فرائد الأصول «الرسائل» ، ج ٢ ، ص ٥٣٤.