وفاته مشهوراً ، وشيّعه ثمانون ألفاً من الرافضة والشيعة (١) ، انتهى.
( وفي إجازة شيخنا يوسف البحراني : ذكر الشيخ يحيى بن بطريق الحلّي في رسالة نهج العلوم إلى نفي المعدوم طريقين في تزكية الشيخ المفيد. إلى أن قال : وأمّا الطريق الثاني في تزكيته ما ترويه كافة الشيعة وتتلقّاه بالقبول من أنّ صاحب الأمر صلوات الله عليه وعلى آبائه كتب إليه ثلاثة كتب في كلّ سنة كتاباً. إلى أن قال : وهذا أوفى مدح وتزكية وأزكى ثناء وتطرية بقول إمام الأُمّة وخلف الأئمة (٢) ، انتهى ) (٣).
وله قدسسره مناظرات لطيفة وحكايات مع القوم جيّدة طريفة أفرد لها المرتضى رضياللهعنه كتاباً وذكر أكثرها ، من جملتها ما أشار إليه العلاّمة بقوله : وله حكاية. إلى آخره ، وقد ذكرها ابن إدريس في آخر السرائر ، ملخّصها أنّه كان أيام اشتغاله على أبي عبد الله المعروف بالجعل في مجلس علي بن عيسى الرمّاني ، فسأل رجل بصري علي بن عيسى عن يوم الغدير والغار فقال : أمّا خبر الغار فدراية وأمّا خبر الغدير فرواية والرواية ما توجب ما توجبه الدراية ، ثمّ انصرف البصري.
فقال المفيد رحمهالله : ما تقول : فيمن قاتل الإمام العادل؟ قال : كافر ، ثمّ استدرك وقال : فاسق (٤) ، قال : ما تقول في أمير المؤمنين علي عليهالسلام؟ قال :
__________________
(١) النصّ المتقدّم ذكره اليافعي في مرآة الجنان : ٣ / ٢٨ ، وأمّا ما جاء في البداية والنهاية لابن كثير الشامي فهو : ابن النعمان شيخ الإماميّة الروافض والمصنّف لهم والمحامي عن حوزتهم ، كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف لميل كثير من أهل ذلك الزمان إلى التشيّع ، وكان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف ، وكان من جملة تلاميذه الشريف الرضي والمرتضى وقد رثاه بقصيدة بعد وفاته في هذه السنة.
وذكر ثلاثة أبيات منها : انظر البداية والنهاية : ١٢ / ١٥ المجلد السادس.
(٢) لؤلؤة البحرين : ٣٦٧ / ١٢٠.
(٣) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».
(٤) في نسخة « م » زيادة : ثمّ.