قال ابن حجر العسقلاني : جزم ابن عبد البر « انّ جريرا أسلم قبل وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأربعين يوما » ، وهو غلط ، ففي الصحيحين عنه انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له : استنصت الناس في حجة الوداع ، وجزم الواقدي بأنّه وفد على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في شهر رمضان سنة عشر وانّ بعثه إلى ذي الخلصة كان بعد ذلك وانّه وافى مع النبي حجّة الوداع من عامه ـ إلى أن قال : ـ إنّ الشعبي حدّث عن جرير انّه قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ أخاكم النجاشي قد مات ، أخرجه الطبراني فهذا يدلّ على أنّ إسلام جرير كان قبل سنة عشر ، لأنّ النجاشي مات قبل ذلك. (١)
أقول : إنّ النجاشي قد توفي في حياة النبي في شهر رجب سنة تسع من الهجرة.
قال الذهبي : قال النبي للناس : أنّ أخا لكم قد مات بأرض الحبشة ، فخرج بهم إلى الصحراء وصفّهم صفوفا ، ثمّ صلّى عليه ، فنقل بعض العلماء انّ ذلك كان في شهر رجب سنة تسع من الهجرة. (٢)
ونقل في الموسوعة العربية العالمية أنّه توفّى في عام تسع من الهجرة يعادل ٦٣٠ ميلادية. (٣)
وعلى ضوء هذا فلا يصحّ الاحتجاج بخبر جرير ، لأنّه من المحتمل جدّا أن يكون عمل النبي قبل نزول المائدة بكثير ، فنسخته سورة المائدة كما قال علي عليهالسلام : « سبق الكتاب الخفّين ».
ولو احتملنا أنّ إسلامه كان بعد سورة المائدة ، فهو خبر واحد لا ينسخ به
__________________
١. الإصابة : ١ / ٢٣٤ ، ترجمة جرير ، برقم ١١٣٦.
٢. سير أعلام النبلاء : ١ / ٤٤٣ برقم ٨٦.
٣. الموسوعة العربية العالمية : ٢٥ / ٢٢٠.