قال : أغارت علينا خيل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يتغدّى ، فقال : « ادن فكل » ، قلت : إنّي صائم قال : « اجلس أحدّثك عن الصوم أو الصيام ، إنّ الله عزّ وجلّ وضع عن المسافر شطر الصلاة ، وعن المسافر والحامل والمرضع ، الصوم أو الصيام ». والله لقد قالهما النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كلتاهما أو إحداهما ، فيا لهف نفسي فهلاّ كنت طعمت من طعام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. (١)
٥. روى أبو داود انّ دحية بن خليفة خرج من قرية من دمشق إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط ، وذلك ثلاثة أميال في رمضان ، ثمّ إنّه أفطر وأفطر معه أناس وكره آخرون أن يفطروا ، فلمّا رجع إلى قريته ، قال : والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أنّي أراه ، انّ قوما رغبوا عن هدى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول ذلك للذين صاموا ثمّ قال عند ذلك : اللهم اقبضني إليك. (٢)
هذا بعض ما يستدلّ به على كون الإفطار عزيمة ، وقد تركنا البعض الآخر لما استوفينا البحث في نقل الروايات الواردة في الصحاح والسنن في كتابنا « البدعة » (٣) ، فمن أراد التبسط فليرجع إليه.
__________________
١. سنن ابن ماجة : ١ / ٥٣٣ برقم ١٦٦٧.
٢. سنن أبي داود : ٢ / ٣١٩ ، الحديث ٢٤١٣.
٣. البدعة : ٢٨٣ ـ ٢٨٧.