البركة والشرف بالصلاة فيها ، ويمسك عليها حظّها من تربية الناشئة على حبّها والنشاط لها ، ذلك لمكان القدوة في عمل الآباء والأمهات والأجداد والجدّات ، وتأثيره في شد الأبناء إليها شدّا يرسخها في عقولهم وقلوبهم ، وقد سأل عبد الله بن مسعود رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أيّما أفضل ، الصلاة في بيتي ، أو الصلاة في المسجد؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم « ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد ، فلأن أصلّي في بيتي أحب إليّ من أن أصلّي في المسجد إلاّ أن تكون صلاة مكتوبة » رواه أحمد وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه كما في باب الترغيب في صلاة النافلة من كتاب الترغيب والترهيب للإمام زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري. وعن زيد بن ثابت أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « صلّوا أيّها الناس في بيوتكم فإنّ أفضل صلاة المرء في بيته إلاّ الصلاة المكتوبة » رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه. (١)
وحصيلة الكلام : قد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال : « فصلّوا أيّها الناس في بيوتكم فإنّ أفضل صلاة المرء في بيته إلاّ الصلاة المكتوبة ». (٢)
وأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأداء النوافل في البيوت ابتعادا عن الرياء والسمعة مطلقا وليس مقيّدا بزمانه ، وهذا يدلّ على مرجوحيّة أداء النوافل في المساجد.
فلو كانت الجماعة مشروعة في النوافل لكان الإتيان بها في المساجد جماعة أفضل من الإتيان بها في البيوت ، إلاّ أن تصريح النبي بأنّ الإتيان بها في البيوت أفضل كما في الحديث ، فهذا ممّا يلوّح ـ على الأقلّ ـ بعدم مشروعيّة الجماعة فيها.
__________________
١. النص والاجتهاد : ١٥١ ـ ١٥٢.
٢. سنن النسائي : ٣ / ١٦١.