بالسهيا وهو ينجع بكرات له دقيقا وخبطا ، فقال : هذا عثمان بن عفان ينهى أن يقرن بين الحج والعمرة ، فخرج علي عليهالسلام وعلى يديه أثر الدقيق والخبط فما أنسى أثر الدقيق والخبط على ذراعيه ، حتّى دخل على عثمان فقال : أنت تنهى عن أن يقرن بين الحجّ والعمرة ، فقال عثمان : ذلك رأيي ، فخرج علي عليهالسلام مغضبا وهو يقول : لبيك اللهم لبيك بحجة وعمرة معا. (١)
٤. عن سعيد بن المسيب قال : حجّ علي وعثمان فلمّا كنّا ببعض الطريق نهى عثمان عن التمتع ، فقال علي : إذا رأيتموه قد ارتحل فارتحلوا ، فلبّى علي وأصحابه بالعمرة ، فلم ينههم عثمان ». (٢)
٥. روى عبد الله بن الزبير ، قال : أنا والله لمع عثمان بالجحفة ومعه رهط من أهل الشام وفيهم حبيب بن مسلمة الفهري ، إذ قال عثمان وذكر له التمتع بالعمرة إلى الحجّ : أن أتمّوا الحجّ وخلّصوه في أشهر الحجّ ، فلو أخّرتم هذه العمرة حتى تزوروا هذا البيت زورتين كان أفضل ، فإنّ الله قد وسع في الخير.
فقال له علي : « عمدت إلى سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورخصة رخّص للعباد بها في كتابه ، تضيق عليهم فيها وتنهى عنها ، وكانت لذي الحاجة ولنائي الدار » ، ثمّ أهلّ بعمرة وحجّة معا ، فأقبل عثمان على الناس.
فقال : وهل نهيت عنها؟ إنّي لم أنه عنها إنّما كان رأيا أشرت به ، فمن شاء أخذ به ، ومن شاء تركه.
قال : فما أنسى قول رجل من أهل الشام مع حبيب بن مسلمة : انظر إلى هذا كيف يخالف أمير المؤمنين؟ والله لو أمرني لضربت عنقه ، قال : فرفع « حبيب »
__________________
١. موطإ مالك : ٣٣٦ ، باب القران في الحج ، الحديث ٤٠.
٢. سنن النسائي : ٥ / ١٥٢ ، كتاب الحجّ باب حج التمتع ، مستدرك الصحيحين : ١ / ٤٧٢.