٤. استنكار أبي بن كعب
وممّن استنكر تحريم المتعة ولم ير نهي الخليفة صالحا للأخذ هو الصحابي العظيم : أبي بن كعب أخرج السيوطي عن مسند ابن راهويه وأحمد انّ عمر بن الخطاب همّ أن ينهى عن متعة الحجّ فقام إليه أبي بن كعب فقال : ليس ذلك لك ، قد نزل بها كتاب الله واعتمرناها مع رسول الله ، فنزل عمر. (١)
٥. استنكار سعد بن أبي وقاص
إنّ سعد بن أبي وقاص كان ممّن يعظّمه عمر بن الخطاب ويحترمه وكان يأمر ابنه عبد الله باتّباعه ، وقد أنكر تحريم متعة الحجّ. أخرج الإمام مالك عن محمد بن عبد الله بن حارث ، أنّه حدّثه : أنّه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس عام حج معاوية بن أبي سفيان وممّا يذكر انّ التمتع بالعمرة أي الحج ، فقال الضحاك بن قيس : لا يفعل ذلك إلاّ من جهل أمر الله عزّ وجلّ ، فقال سعد : بئس ما قلت يا ابن أخي ، فقال الضحاك : فان عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك ، فقال سعد : قد صنعها رسول الله وصنعناها معه. (٢)
عن محمد بن عبد الله بن نوفل قال : سمعت عام حجّ معاوية يسأل سعد بن مالك كيف تقول بالتمتع بالعمرة إلى الحجّ؟ قال : حسنة جميلة ، قال : قد كان عمر ينهى عنها فأنت خير من عمر؟! قال : عمر خير مني وقد فعل ذلك النبي وهو خير من عمر. (٣)
__________________
١. الدر المنثور : ١ / ٥٢٠ ، ط دار الفكر.
٢. الموطأ : ٢٩٤ ، برقم ٦٣ ، باب ما جاء في التمتع ؛ زاد المعاد : ١ / ١٧٩ ط مصر.
٣. سنن الدارمي : ٢ / ٣٦ ، ط دار الفكر.