الثاني : التعارض في الروايات الحاكية للتحريم
إنّ في نفس الروايات الحاكية للتحريم تعارضا في زمان التحريم ومكانه وعدده واضطرابا شديدا ولأجل إيقاف القارئ على وجوه الاضطراب نذكر ما ورد في ذلك.
أ. التحريم في خيبر
أخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن علي انّ رسول الله نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية. (١)
ب. التحريم في أرض هوازن
أخرج مسلم عن إياس بن سلمة عن أبيه قال : رخص لنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عام أوطاس في المتعة ثلاثا ثمّ نهى عنها. (٢) وقد أقام النبي في مكة المكرمة العشر الأواخر من شهر رمضان وأياما من شهر شوال ثمّ غادر مكة إلى هوازن ، وعلى ذلك فقد استغرق التحليل والتحريم بعد الفتح ثلاثة أيّام في أرض أوطاس ، وهو واد بديار هوازن ولم يكن أي تحليل وتحريم في أرض مكة.
ج. التحريم في أرض مكة
أخرج مسلم عن سبرة انّه غزا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فتح مكة قال : فأقمنا بها خمس عشرة ( ثلاثين بين ليلة ويوم ) فأذن لنا رسول الله في متعة النساء فخرجت أنا ورجل من قومي ولي عليه فضل في الجمال وهو قريب من الدمامة ، إلى أن قال :
__________________
١. الدر المنثور : ٢ / ٤٨٦.
٢. صحيح مسلم : ٤ / ١٣١ ، باب نكاح المتعة.