حتّى إذا كنّا بأسفل مكة أو بأعلاها فتلقتنا فتاة مثل البكرة ـ إلى أن قال : ـ ثمّ استمتعت منها فلم أخرج حتّى حرمها رسول الله.
وفي رواية أخرى عنه : أمرنا رسول الله بالمتعة عام الفتح حين دخلنا مكة ثمّ لم نخرج منها حتّى نهانا عنها. (١)
فأين التحريم في غزوة خيبر التي وقعت في أوائل السنة السابعة من الهجرة من التحريم في أرض أوطاس في الغزوة التي وقعت في العشر الثاني من شهر شوال من العام الثامن أو من التحريم في أرض مكة التي دخلها رسول الله في الثامن عشر من شهر رمضان وخرج منها بعد مضي قرابة عشرين يوما.
فلا يمكن الركون إلى هذه الروايات المتعارضة.
الثالث : خلو حديث الرسول عن التحريم في المواقف المذكورة
إنّ من تتبع كلمات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في المواقف المذكورة لم يجد أيّ أثر للتحريم ، امّا غزوة خيبر فقد كان مسير الرسول إليها في شهر محرم الحرام ولا نجد في كتب السيرة أي تصريح للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حول المتعة ، على أنّ المتعة تختص بالحرائر وأمّا سبايا خيبر فمقتضى الحال انّهم كانوا إماء للمسلمين فكيف يحلّل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم التمتع بالإماء اللواتي هن ملك يمين؟! يقول سبحانه ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ). (٢)
ومن سبر كتب السير لم يجد في كلمات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أي أثر من تحريم المتعة.
وإليك بعض كلامه في خيبر :
روى ابن إسحاق عن حنش الصنعاني ، قال : غزونا مع رويفع بن ثابت
__________________
١. صحيح مسلم : ٤ / ١٣٣ ، باب نكاح المتعة.
٢. المؤمنون : ٥ ـ ٦.