الأنصاري المغرب فافتتح قرية من قرى المغرب يقال لها جربة ، فقام فينا خطيبا ، فقال : يا أيّها الناس إنّي لا أقول فيكم إلاّ ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقوله فينا يوم خيبر ، قام فينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال :
لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماؤه زرع غيره ، يعني إتيان الحبالى من السبايا حتّى يستبرئها ، ولا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأة من السبي حتّى يستبرئها ، ولا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتّى يقسم ، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يركب دابة من فيء المسلمين حتّى إذا أعجفها ردها فيه ، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يلبس ثوبا من فيء المسلمين حتّى إذا أخلقه رده فيه. (١)
والمكان المناسب لتحريم المتعة هو هذا الموضع من كلامه ولا نرى فيه أثرا لتحريم المتعة.
يقول ابن القيم : « وقصة خيبر لم يكن الصحابة يتمتعون باليهوديات ، ولا استأذنوا في ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا نقله أحد قط في هذه الغزوة ، ولا كان للمتعة فيها ذكر البتة لا فعلا ولا تحريما ، فان خيبر لم يكن فيها مسلمات وإنّما كنّ يهوديّات ، وإباحة نساء أهل الكتاب لم يكن ثبت بعد. وإنّما ابحن بعد. (٢)
وأمّا فتح مكة فقد ذكر أهل السير خطبة النبي وانّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قام على باب الكعبة فقال : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده إلى آخر الخطبة التي جاء في آخرها : اذهبوا فأنتم الطلقاء. (٣) فأين حلّل المتعة وأين حرّمها؟! أو ليس جديرا بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقول على رءوس الاشهاد بأنّ ما حلله صار
__________________
١. سيرة ابن هشام : ٢ / ٣٣١.
٢. زاد المعاد : ٢ / ١٥٨ و ٢٠٤.
٣. سيرة ابن هشام : ٢ / ٤١٢.