حراما وأفضل المواقف لهذه الأمور حين إلقاء الخطب.
والعجب انّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم خطب في حجّة الوداع وذكر فيها النساء ولم يذكر شيئا لا من تحريم المتعة ولا تحليها : فقال : أمّا بعد ، أيّها الناس فان لكم على نسائكم حقا ولهن عليكم حقّا ، لكم عليهنّ أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فان الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، واستوصوا بالنساء خيرا فإنّهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنّكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله ، فاعقلوا أيّها الناس قولي فإنّي قد بلغت. (١)
الرابع : اضطراب كلماتهم في زمان التحريم
ما ذكر من التعارض في زمان التحليل والتحريم ومكانهما يرجع إلى خصوص ما رواه مسلم في صحيحه وأمّا اختلاف فقهاء السنة في تحليها وتحريمها عددا وزمانا ومكانا فحدّث عنه ولا حرج فقد ذكر النووي تفصيلها ونحن نذكر ملخصه :
١. أحلت وحرّمت في غزوة خيبر. رووه عن علي عليهالسلام.
٢. ما حلّت إلاّ في عمرة القضاء وهو المروي عن الحسن البصري. وروى هذا عن سبرة الجهني.
٣. أحلّت وحرمت يوم الفتح وهو المروي عن سبرة الجهني أيضا.
٤. نهى عنها النبي في غزوة تبوك كما في رواية إسحاق بن راشد عن الزهري.
__________________
١. سيرة ابن هشام : ٢ / ٦٠٤.